سورة الكهف
معنى السورة : الكهف : هو الغار في الجبل.. قيل : هو بيت منقور في الجبل وإذا صغر سمّي غارا ومنه غار «حراء» الذي كان النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتعبد فيه قبل بعثته وبات فيه قبل هجرته إلى المدينة يصحبه أبو بكر الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ و «حراء» اسم جبل يقع شمال شرقيّ مكة.. ويعرف كذلك بجبل النور. ويجمع «الكهف» على «كهوف» ومنه قيل : اكتهف الرجل فهو كهف : أي دخله.. وسمّي بذلك لأنه يلجأ إليه كالبيت على الاستعارة.
تسمية السورة : سميّت السورة الشريفة بهذه التسمية والتي احتوت على ستّ آيات وهي تحكي قصة أصحاب الكهف وهم فتية من الشباب المؤمن أو جماعة آمنوا بربّهم وهربوا بدينهم من الاضطهاد فرارا بدينهم من الفتنة فلجأوا إلى كهف قائلين : (رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) وقد مكثوا ـ لبثوا ـ في كهفهم تسعا وثلاثمائة من السنين وضرب الله تعالى على آذانهم : أي أنامهم في الكهف سنين عديدة لا ينتبهون ثم أيقظهم وطلبوا من ربهم رحمته الخاصة وهي «المغفرة» في الآخرة والأمن من الأعداء والرزق في الدنيا وسمّي الجبل والوادي الذي كان فيه الكهف ـ الرقيم ـ وهو اللّوح الحجريّ الذي كتبت عليه أسماؤهم.
فضل قراءة السورة : قال الرسول المصطفى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من قرأ سورة «الكهف» من آخرها كانت له نورا من قرنه إلى قدمه.. ومن قرأها كلّها كانت له نورا من الأرض إلى السماء و «قرنه» بمعنى : شعره.. أي من رأسه إلى قدمه أو من قمة رأسه إلى قدمه وعنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ عند مضجعه : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) كان له من مضجعه نورا أو نور يتلألأ إلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم وإن كان مضجعه بمكة كان له نور يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ـ على جوانبه ـ ملائكة ـ يصلّون عليه حتى يستيقظ والله أعلم». وقيل :