سورة الفرقان
معنى السورة : الفرقان : هو القرآن الكريم سمي بذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل. والكلمة لغة أيضا مصدر في الأصل .. فعله : فرق .. من باب «نصر» نحو : فرق بين الحق والباطل ـ يفرق ـ فرقا وفرقانا : بمعنى : فصل. هذه هي اللغة العالية وبها قرأ السبعة في قوله تعالى في سورة «المائدة» : (فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) وفي لغة من باب «ضرب» وقرأ بها بعض التابعين. وكل ما فرق به بين الحق والباطل فهو فرقان فلهذا قال تعالى في سورة «الأنبياء» : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ) وقوله تعالى في سورة «الإسراء» : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) من خفف الراء قال : بيناه من «فرق ـ يفرق ـ ومن شدد الراء قال : المعنى أنزلناه مفرقا في أيام و«الفرقان» في سورة «الأنبياء» هو الكتاب أي التوراة.
تسمية السورة : وسمى الله تعالى إحدى سور القرآن الكريم باسم القرآن الكريم أي «الفرقان» وآيتها الكريمة الأولى هي : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) أي تعاظم الله وتكاثر خيره وتقدس الذي نزل القرآن على عبده .. محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نزله تدريجيا فارقا بين الحق والباطل ليكون مخوفا للإنس والجن من عذاب الله اي ينذر كل من لم يؤمن بوحدانية الله جلت قدرته. ومن معانيه أيضا : الفاروق : أي الذي يفرق بين الأمور أي يفصلها. وقيل سمي القرآن الكريم فاروقا لأنه لم ينزل جملة واحدة ولكن مفروقا مفصولا بين بعضه وبعض في الإنزال لهذا سمي فرقانا. وهذا المعنى هو الأظهر لأن وصفه بالفرقان في أول سورة «الفرقان» كالمقدمة والتوطئة لما يأتي بعد الآية الكريمة الأولى من آيات. ووردت لفظة «الفرقان» في سورة «الأنفال» : (وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) أراد بها سبحانه : يوم التقى الجيشان للقتال. ففي هذا اليوم فرق سبحانه بانتصار المسلمين وميز بين الحق والباطل أي بانتصار المسلمين ونصرة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على الباطل أي جيش المشركين.