** (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الرابعة وفيه حذف الموصوف «النساء» اختصارا لأنه معلوم. التقدير والمعنى : والذين يقذفون النساء المحصنات بالزنى ـ الزنا ـ أي العفيفات اللاتي أحصنهن الزواج.
** (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة .. التقدير : إلا التائبين من بعد ذلك القذف وأصلحوا ما أفسدوه بتدارك الضرر الذي سببوه .. أي وأصلحوا أعمالهم فحذف النعت أو البدل المشار إليه «القذف» اختصارا لأن ما قبله يفسره كما حذف مفعول «أصلحوا» وهو «ما أفسدوه».
** (فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. المعنى والتقدير : فالواجب شهادة أحدهم أو فعليهم شهادة أحدهم أي أن يشهد أربع شهادات بالله وذلك لرفع حد القذف عنه أي أن يحلف بالله أربع مرات من الأيمان ..
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حينما قذف هلال بن أمية امرأته بشريك بن سحماء. وفي رواية : نزلت بشأن عويمر العجلاني حينما قذفت امرأته برجل وجده معها.
** (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الحادية عشرة التقدير والمعنى : جزاء ما اكتسب من السوء فحذف المبتدأ «جزاء» وحل المضاف إليه «ما» الاسم الموصول محله وكتبت همزة «امرئ» على الكرسي اتباعا لحركة الراء واللفظة في حالة جر وتوضع الهمزة على الواو في حالة الرفع «امرؤ» وعلى الألف في حالة النصب «امرأ» أي إن وضع الهمزة يتبع حركة الراء. و«المرء» يعني الرجل أو الإنسان ومؤنثه «امرأة». ومثناه امرآن وجمعه : رجال من غير لفظه مثل «امرأة» التي تجمع على «نساء» من غير لفظها. وتلفظ كلمة «امرأة» بلغة أخرى فيقال : هذه مرأة ويجوز نقل حركتها ـ حركة همزتها ـ إلى الراء فتحذف فيقال : هذه مرة. قال الفيومي : وربما قيل فيها : امرأ .. بغير هاء اعتمادا على قرينة تدل على المسمى. قال الكسائي : سمعت امرأة من فصحاء العرب تقول أنا امرأ أريد الخير وجاءت لفظة «امرؤ» مضافة في اسم أحد شعراء المعلقات وهو امرؤ القيس ـ في حالة الرفع ـ وإمرئ القيس ـ في حالة الجر .. وإمرأ القيس ـ في حالة النصب واسم هذا الشاعر : امرؤ القيس بن حجر بن عمرو الكندي الذي سمى الملك الضليل ـ فعيل بمعنى فاعل ـ لأنه ضلل ملك أبيه .. أي ضيعه. وكان يعشق «عنيزة» ابنة عمه «شرحبيل».
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة والتي بعدها عند ما استصحب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ زوجته عائشة في بعض الغزوات وبينما هو قافل إذ انفرط عقدها فرجعت لتلتمسه فظن سائس راحلتها أنها في هودجها فسار مع الركب فلما رجعت لم تجد أحدا فمكثت مكانها فمر بها صفوان بن المعطل فرآها فأركبها ناقته وأوصلها إلى الجيش فاتهمها مسطح بن أثامة بصفوان وشايعه جماعة من المنافقين .. فنزل القرآن الكريم ببراءتها.
وفي رواية أخرى .. إن الذين جاءوا بالإفك ـ وهو أبلغ الكذب المعتمد وأسوأ الافتراء ـ على السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أم المؤمنين بقذفها : هم جماعة منكم .. وهم عبد الله بن أبي .. وزيد بن رفاعة .. وحسان ابن ثابت .. ومسطح بن أثاثة .. وحمنة بنت جحش ومن ساعدهم وكان ابن أبي زعيم المنافقين الذين اتهموا عائشة بالفاحشة في غزوة بني المصطلق.