** (قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والسبعين .. المعنى : فنبقى أو ندوم لها أي مواظبين على عبادتها وبعد حذف المضاف «عبادة» أوصل حرف الجر إلى المضاف إليه «ها» فصار «لها» بمعنى : عليها .. يقال : عكف على الشيء ـ يعكف ـ عكوفا. من بابي «دخل .. جلس» بمعنى أقبل عليه مواظبا .. ويقال عكفه ـ يعكفه ـ عكفا .. من بابي «ضرب .. نصر» بمعنى : حبسه ووقفه ومنه «الاعتكاف» أي الاحتباس وهو افتعال لأنه حبس النفس عن التصرفات العادية .. وعكفته عن حاجته : بمعنى : منعته.
** (قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والسبعين. المعنى : هل يسمعون دعاءكم .. فحذف المفعول به المضاف «دعاء» وعدي الفعل إلى ضمير المخاطبين «كم» فصار : يسمعونكم أي حل المضاف إليه ضمير المخاطبين محل المضاف «دعاء» في حين حذف الضمير «كم» ضمير المخاطبين من «يضرون» في الآية الكريمة التالية لأن المعنى : أو يضرونكم وحذف مفعول «تدعون» اختصارا لأن المعنى : حين تدعونهم أي تنادونهم. ومعنى الآية الكريمة الثالثة والسبعين : أو ينفعونكم حين تعبدونهم أو يضرونكم إن لم تعبدوهم .. أي أو ينفعونكم وقت الشدة أو يضرونكم إن أعرضتم عن عبادتهم؟ يقال : ضره ـ يضره ـ ضرا .. من باب «رد» و«الضر» ضد النفع. وضاره ـ بتشديد الراء ـ بمعنى : ضره والاسم : الضرر.
** (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والسبعين وفيه استثنى رب العالمين لأن منهم من كان يعبد الله مع الأصنام فلو عمم القول لسرى على الله الحق سبحانه أيضا فاستثناه .. وقوله «عدو لي» معناه : فإنهم أعداء لي أي أعدائي. و«العدو» يجيء في معنى الواحد ـ المفرد ـ والجمع .. وكقوله تعالى في سورة «الكهف» : (وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) وقيل : العدو : خلاف ـ ضد ـ الصديق الموالي .. وجمعه : أعداء وعدى .. وقيل : لا نظير له في الصفات لأن وزن «فعل» مختص بالأسماء .. ولم يأت منه في الصفات إلا عبارة «قوم عدى» وضم العين لغة فيه .. ومثله : سوى وسوى ـ بكسر السين وضمها ـ وتضم العين وتثبت الهاء فيقال هؤلاء قوم عداة .. وجمع «الأعداء» هو «الأعادي» أي جمع الجمع بالنسبة إلى «عدو» وتقع لفظة «العدو» على المفرد المذكر والمؤنث والجمع. قال الفيومي : سمعت أن أبا زيد قال : سمعت بعض بني عقيل يقولون : هن وليات الله وعدوات الله وأولياؤه وأعداؤه وقال الأزهري : إذا أريد الصفة قيل : عدوة. وقال في البارع : إذا كان «فعول» بمعنى فاعل استوى فيه المذكر والمؤنث فلا يؤنث بالهاء سوى «عدو» فيقال فيه : عدوة وهو من النوادر .. فيقال : رجل صبور وامرأة صبور وهذه عدوة الله. وقال الصحاح : العدا ـ بكسر العين ـ أي الأعداء هو جمع لا نظير له. وقال ابن السكيت : يقال : قوم عدا ـ بكسر العين وضمها : أي أعداء. وقال ثعلب : يقال : قوم أعداء وعدا ـ بكسر العين ـ فإن أدخلت الهاء قلت : عداة ـ بضم العين ـ يقال عدا الرجل على صاحبه ـ يعدو ـ عدوا وعداء ـ بفتح العين وعدوانا : بمعنى : ظلمه .. ويقال : ما عدا مما بدا : أي ما الذي صرفك عني بعد ما بدا منك؟ وقيل : عدو الرجل حمقه وصديقه عقله. وقال الشاعر العربي :
سأحمل روحي على راحتي |
|
وألقي بها في مهاوي الردى |
فأما حياة تسر الصديق |
|
وأما ممات يغيض العدا |