سورة القصص
معنى السورة : القصص ـ بفتح القاف ـ هي الشيء الذي يقص : أي يحكى .. وهو اسم مفعول جاء على وزن «فعل» أي مقصوص بمعنى : محكى. يقال : قصصت الخبر ـ أقصه ـ قصا .. من باب «قتل» بمعنى : حدثت به على وجهه والاسم : القصص ـ بفتح القاف والصاد ـ وقاصصته قصاصا ـ بكسر القاف ـ أي إذا كان لي عليه دين مثل ماله علي فجعلت الدين في مقابلة الدين مأخوذ من قصصت الأثر : أي تتبعته ثم غلب استعمال القصاص ـ بكسر القاف «في قتل القاتل وجرح الجارح وقطع القاطع ـ هذا ما ذكره الفيومي ـ أما «القصص» بكسر القاف فهي جمع «قصة» أي الشأن والأمر نحو : ما قصتك؟ أي ما شأنك؟
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية وفيها قصة شعيب الذي أراد تزويج موسى إحدى بنتيه .. قال تعالى في الآية الكريمة الخامسة والعشرين من هذه السورة الشريفة : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم. في هذا القول الكريم وردت لفظة «القصص» مع الفعل «قص» أي فلما جاء موسى ـ عليهالسلام ـ الشيخ الكبير المسن وهو شعيب الذي طمأن «موسى» بعد أن روى له تشاور القوم لقتله .. فقال له : لا تخف نجوت من القوم الظالمين. فعرض عليه هذا الشيخ الجليل أن يزوجه إحدى ابنتيه التين سقى موسى غنمها من ماء مدين .. فلما روتا لوالدهما ذلك طلب رؤيته ليجزيه أجر ما فعل .. ولما جاءه أخبره بخبره فطمأنه. ووردت لفظة «القصص» في سورة «يوسف» في قوله تعالى مخاطبا نبيه الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) أي نحن نروي لك يا محمد أحسن الأخبار.