المبسوطتين لاتقاء الثعبان ـ عصا موسى ـ وإذهاب الخوف عنك لتطمئن .. وقيل : المراد : إدخال اليد اليمنى تحت عضد اليد اليسرى وبالعكس .. كما يقف الرجل غير المبالي أو إدخالها في جيبه وإذا أدخل يده اليمنى تحت عضد يده اليسرى فقد ضم جناحه إليه حتى لا يضطرب ولا يرهب استعاره من فعل الطائر لأنه إذا خوف نشر جناحيه وأرخاهما وإلا فجناحاه مضمومان إليه مشمران. عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «أنه رأى جبريل ـ عليهالسلام ـ ليلة المعراج وله ستمائة جناح» وروي أنه سأل جبريل ـ عليهالسلام ـ أن يتراءى في صورته فقال : إنك لن تطيق ذلك. قال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إني أحب أن تفعل فخرج رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في ليلة مقمرة فأتاه جبريل في صورته فغشي على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم أفاق وجبريل ـ عليهالسلام ـ مسنده وإحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه فقال : سبحان الله ما كنت أن أرى شيئا من الخلق هكذا فقال جبريل : لو رأيت إسرافيل له اثنا عشر جناحا جناح منها بالمشرق وجناح بالمغرب وإن العرش على كاهله وإنه ليتضاءل الأحايين لعظمة الله حتى يعود مثل الوصع : أي مثل العصفور الصغير. ووصف سبحانه الملك جبريل بشدة قواه في قوله عزّ من قائل : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى).
** (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ) : أي فهذان العصا واليد برهانان أي حجتان من ربك إلى فرعون وملئه .. فحذف المشار إليه البدل «العصا .. اليد» اختصارا لأن ما قبلهما يدل عليهما.
** (قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والثلاثين أي سنعينك بأخيك هارون. والعبارة : كناية عن التقوية فإن قوة الإنسان بشدة يده على مزاولة الأعمال .. والشد : التقوية .. والعضد : الجزء الأعلى من الذراع .. ويقال في دعاء الشر : فت الله في عضده .. وفي دعاء الخير : شد الله عضده : أي قواه وأعانه. والشر : ضد «الخير» ومن معاني «الشر» العادية .. يقال دفعت عنك عادية فلان : أي ظلمه وشره. قال الشاعر :
لا ترج خيرا من ضع |
|
يف الود يبخل بالسلام |
وقال شاعر آخر :
رب شر تتقيه |
|
جر خيرا ترتجيه |
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة» وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في رجل اسمه : «زيد الخيل» وفد عليه وأسلم : «ما وصف لي رجل فرأيته إلا كان دون ما بلغني إلا زيد الخيل .. وسماه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ زيد الخير. وسأل رجل بلالا ـ رضي الله عنه ـ وهو مؤذن الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن قوم يستبقون : من السابق؟ فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال له الرجل : أردت الخيل. فقال بلال : وأنا أردت الخير. وسمي «الخيل» بالمال والخير أو سمي الخيل خيرا كأنها نفس الخير لتعلق الخير بها. وقالت العرب في أمثالها : أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة. معناه : خذ صاحبك بالحسنى أولا فإن أبى ـ أي امتنع ـ فخذه بالعنف. قال «أخاك» لأنه اسم منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة ـ ينصب بالألف ويرفع بالواو ويجر بالياء وكما في الآية الكريمة فقد جاء مجرورا بحرف جر وعلامة جره الياء .. والأسماء هي : أخوك .. أبوك .. فوك .. حموك .. ذو مال.