سورة النور
معنى السورة : النور هو الضوء .. وهو خلاف ـ أي ضد ـ الظلمة ويجمع على «أنوار» ولكن الضوء أقوى وأسطع من النور .. والضوء : هو ما يشع بذاته كضوء الشمس والنار .. أما «النور» فهو مكتسب من جسم آخر كنور القمر .. ومما يؤكد صحة أن الضوء أقوى من النور قوله تعالى في سورة «يونس» : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) أي جعل الشمس ذات ضياء وجعل القمر ذا نور.
يقال : أنار الصبح إنارة : بمعنى : أضاء وهو فعل لازم ومثله القول : نور تنويرا واستنار استنارة كلها أفعال لازمة بمعنى : ونار الشيء ينور نيارا ـ بكسر النون ـ بمعنى : أضاء أيضا فهو نير ـ اسم فاعل ـ وهذا يتعدى بالهمزة والتضعيف ونورت المصباح تنويرا : بمعنى : أزهرته ونورت بالفجر تنويرا : أي صليتها في النور فالباء للتعدية.
تسمية السورة : لقد شرف الله تعالى «النور» فسمى إحدى سور القرآن الكريم به .. وشرفه مرة أخرى بوصفه ـ عزوجل ـ ذاته المقدسة به بقوله ـ عزّ من قائل ـ في السورة نفسها : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) صدق الله العظيم. المعنى : الله ذو نور السموات وصاحب نور الأرضين .. أي هو الحق .. شبهه بالنور في ظهوره وبيانه .. وصفة نوره العظيمة الشأن في الإنارة أو الإضاءة كصفة كوة .. ـ غير النافذة ـ في الجدار فيها سراج ضخم ثاقب .. في قنديل من زجاج أزهر شبهه في زهرته بأحد الدراري من الكواكب كالمشتري والزهرة والمريخ يتوقد من زيت شجرة مباركة هي شجرة الزيتون .. وقد استعار الله تعالى «النور» للحق والقرآن والبرهان في مواضع أخرى.