إلا ما كانوا يعملون فوضع «الذين عملوا السيئات» موضع الضمير لأن في إسناد عمل السيئة إليهم بتكرار «السيئة» تبغيضا للسيئة إلى قلوب السامعين. والاسم الموصول «من» مفرد لفظا مجموع معنى.
** (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والثمانين .. المعنى : إن الذي أي إن الله الذي أنزل عليك القرآن وفرض عليك تلاوته والعمل بما فيه لرادك إلى الأرض التي اعتدتها وهي مكة .. قيل : هو المقام المحمود الذي وعد الله العزيز رسوله الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يبعثه فيه. ووجه تنكير «معاد» وهي مكة أنها كانت في ذلك اليوم معادا له شأن ومرجعا له اعتداد لغلبة الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عليها وظهور عز الإسلام وأهله فيها أي إلى الأرض التي اعتدتها. وقوله : «من جاء بالهدى» يعني نفسه أي الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفيه آية بينة على منزلة الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند خالق الكون العظيم.
** سبب نزول الآية : قال الضحاك : لما خرج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله تعالى قوله الكريم : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) أي أنزله عليك وأوجب عليك العمل به.
** (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثمانين .. المعنى : ولا يصرفنك أو ولا يمنعنك الكافرون بأذاهم عن تلاوة آيات الله والعمل بها وتبليغها .. وادع إلى عبادة ربك وتوحيده .. فحذف المضافان «تلاوة» و«عبادة» وأقيم المضاف إليها «الآيات» و«ربك» محلهما.
(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) (٨١)
(فَخَسَفْنا بِهِ) : الفاء سببية. خسف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. به : جار ومجرور متعلق بخسفنا أي بقارون.
(وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) : الجار والمجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور «به» ويعرب مثله والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(فَما كانَ لَهُ) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. له : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم.