سورة العنكبوت
معنى السورة : العنكبوت : هو دويبة تنسج من لعابها خيوطا ضعيفة رقيقة هشة تقتنص بها فريستها وجمعها : عناكب .. وعنكبوتات. ووردت لفظة هذه «الحشرة» في القرآن الكريم مرتين ضمتها الآية الكريمة الحادية والأربعون من سورة «العنكبوت» في قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم. و«أوهن» بمعنى : أضعف. وحذف مفعول «يعلمون» اختصارا لأنه معلوم : التقدير لو كانوا يعلمون ذلك الضلال. ولم تنون كلمة «أولياء» لأنها ممنوعة من الصرف على وزن أفعلاء» ومثلها في المنع من الصرف لفظة «نصراء» التي فسرت لفظة «أولياء» على وزن فعلاء.
تسمية السورة : ذكر الله جلت قدرته في هذا الكتاب العظيم قرآنه الكريم أسماء حشرات صغيرة ضعيفة كالنحل .. النمل .. والعنكبوت .. وضرب بها سبحانه الأمثال وشبه حال الكافرين الذين اتخذوا من دونه عزوجل نصراء وآلهة لهم وحال هؤلاء وحال آلهتهم بحيث لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابا وهي حشرة تافهة صغيرة وخص سبحانه وتعالى بعض السور الكريمة بأسماء هذه الحشرات ليضرب بها الأمثال .. والآية الكريمة المذكورة آنفا ذكر فيها اسم «العنكبوت» مرتين فسميت السورة باسمها وفيها شبه عزوجل الذين اتخذوا من دون الله نصراء لهم كمثل بيت العنكبوت الذي هو من الوهن والضعف بحيث لا يحتمل أن يلمس بالإصبع. وكان الجهلة والسفهاء من قريش يقولون : إن رب محمد يضرب المثل بالذباب والعنكبوت ويضحكون من ذلك .. فلذلك قال سبحانه : (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) أي لا يعقل صحتها وحسنها وفائدتها إلا هم .. لأن الأمثال والتشبيهات إنما هي الطرق إلى المعاني المحتجبة في الأستار حتى تبرزها وتكشف عنها وتصورها للأفهام .. كما صور هذا التشبيه الفرق بين حال