** (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة .. و «البشارة» هنا بالشر لأنها مقيدة بمعناه وهو العذاب وإنما قال «فبشره» من باب التهكم .. وقوله (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) : كناية عن صممه عن سماع آيات الله بمعنى : كأن في أذنيه ثقلا ولا ثقل «وقر» فيهما. يقال : وقرت أذنه ـ تقر ـ وقرا : بمعنى : ثقلت عن السمع. والفعل من باب «فهم» و «الوقر» بفتح الواو وكسرها : هو الثقل في الأذن .. وقيل : بفتح الواو : هو الثقل في الأذن .. وبكسر الواو : هو الحمل. وقد وقرت أذنه : أي صمت.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في رجل من قريش هو النضر بن الحارث اشترى جارية مغنية وكان يرسلها لتغني لكل من يريد الإسلام لصرفه عن ذلك .. وفي رواية : نزلت هاتان الآيتان الكريمتان ـ السادسة والسابعة ـ في بعض الناس .. اشترى كتبا فارسية فيها من خرافات الأقدمين وكان يقرؤها على الناس ويقول : يحدثكم محمد عن الأولين وأنا أفعل مثله. فنزلت الآيتان.
** (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة. المعني : وأوجد في الأرض جبالا رواسي أي رواسخ ثابتات فحذف الموصوف وحلت الصفة محله.
** (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) : أي وأنزلنا من جهة السماء من السحاب مطرا فحذف المضاف «جهة» وأقيمت كلمة «السماء» أي أقيم المضاف إليه مقام المضاف.
** (هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. أي هذا الشيء المشاهد .. أو ما ذكر من مخلوقاته سبحانه هو خلق الله .. فحذف النعت ـ الصفة ـ أو البدل «المشار إليه» الشيء المشاهد .. ما ذكر كما حذف اسم الفاعلين «الظالمين» اختصارا لأن المعنى : الظالمون أنفسهم بسبب كفرهم.
** (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية عشرة المعنى : ولقد أعطينا أو منحنا لقمان العلم وفقه الدين .. وقيل : لقد خير «لقمان» بين النبوة والحكمة .. فاختار الحكمة. وهذه العبارة الأخيرة لفتت انتباه أحد الأئمة فقال : وفي هذا بعد .. وذلك أن الحكمة داخلة في النبوة وقطرة من بحرها .. وأعلى درجات الحكمة تنحط عن أدنى درجات النبوة أو وأعلى درجات الحكماء تنحط عن أدنى درجات الأنبياء بما لا يقدر قدره. وليس من الحكمة اختيار الحكمة المجردة من النبوة.
** (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة وفيه حذف مفعول «لا تشرك» أي لا تشرك بالله أحدا من خلقه.
** (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الرابعة عشرة المعنى وأمرنا الإنسان وألزمناه أن يبر بوالديه. وعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل : يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه. يدلنا هذا الحديث على أنه إذا كان التسبب في لعن الوالدين وسبهما من أكبر الكبائر فالتصريح بلعنهما وسبهما أشد. أما الفعل «يعظ» فهو مضارع الفعل «وعظ» والفعل «وصى» مضارعه : يوصي. يقال : أوصى له بشيء وأوصى إليه : بمعنى : جعله وصيه .. والاسم منه «الوصاية» بفتح الواو وكسرها و «أوصاه» مثل «وصاه توصية» وتواصى القوم : أن أوصى بعضهم بعضا. والوصي ـ فعيل بمعنى : مفعول وجمعه : أوصياء .. وأوصيته