«وأرسلنا إلى أمم من قبلك» أي أرسلنا رسلا .. ويحتمل أن تكون «من» زائدة على لغة الكوفيين أو للبيان على لغة البصريين مثل قولنا : أكثرنا من الأكل والمفعول محذوف بتقدير : أكثرنا الفعل من الأكل. وهذا التقدير ينطبق أيضا على القول الكريم (وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) بمعنى ونشر في الأرض من كل ما دب في الأرض من إنسان وحيوان. و «دابة» اسم فاعل من «دب» فهو داب. والهاء للمبالغة مثل «علامة». زوج : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. كريم : صفة ـ نعت ـ لزوج مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى من كل صنف كريم من النباتات.
(هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (١١)
(هذا خَلْقُ اللهِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. خلق : خبر «هذا» مرفوع بالضمة أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو خلق» في محل رفع خبر «هذا». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور بالإضافة للتعظيم وعلامة الجر الكسرة بمعنى هذا الخلق هو خلق الله و «الخلق» هو المخلوق.
(فَأَرُونِي ما ذا) : الفاء استئنافية. أروني : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ في محل نصب مفعول به والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ثان للفعل «أروا» المتعدي إلى مفعولين. ما ذا : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «خلق» لأن أسماء الاستفهام لها الصدارة في الكلام ويعمل فيها ما بعدها لا ما قبلها وثمة أوجه في إعراب «ما ذا» منها : أن تكون «ما» اسم استفهام مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ و «ذا» بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل رفع خبر «ما» ويحتمل أن تعرب «ما» في محل نصب مفعولا به بالفعل «خلق» وتكون «ذا» مزيدة ـ زائدة ـ.