(وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ) : الجملة معطوفة بالواو على «ما تحمل من أنثى» وتعرب إعرابها. والفعل مبني للمجهول و «معمر» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه نائب فاعل بمعنى وما يمد في عمر أحد أو ما يعمر من أحد بتأويل ولا يطول عمر إنسان.
(وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) : معطوفة بالواو على «ما يعمر من معمر» وتعرب إعرابها والهاء ضمير الغائب في محل جر بالإضافة.
(إِلَّا فِي كِتابٍ) : أداة حصر لا عمل لها. في كتاب : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة بتقدير : إلا هو مقدر في كتاب أي في لوح محفوظ ويجوز أن تكون «إلا» أداة استثناء والمستثنى محذوف دل عليه المعنى أي إلا تعميرا أو نقصا مقررا في كتاب.
(إِنَّ ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام للبعد والكاف حرف خطاب.
(عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيسير .. يسير : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : سهل أو قليل أو هين.
** (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) : هذا القول الكريم هو مطلع الآية الكريمة الحادية عشرة المعنى : والله خلق أباكم سيد البشر من طين .. وبعد حذف المضاف «أبا» مفعول «خلق» عدي الفعل إلى الكاف ضمير المخاطبين «كم» فصار «خلقكم». أو بمعنى : خلق أصلكم وهو آدم فحذف «أصل» أي خلقكم بخلق آدم من تراب مباشرة ثم من الماء القليل والمراد به هنا ماء الرجل ثم صيركم أزواجا أي ذكرا وأنثى أو أصنافا من الذكران والإناث أي زوج بعضكم بعضا.
** (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) : المعنى : وما تحمل أنثى في بطنها ولا تلد ما تحمله ـ حملها ـ من جنين ـ في بطنها إلا بعلمه سبحانه فحذف مفعول «تضع» اختصارا لأنه معلوم وهو «حملها».
** (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) : المعنى : وما يعمر من أحد .. وإنما سماه معمرا بما هو سائر إليه وما تقبض من روحه قبل الوقت المقرر إلا تعميرا أو نقصا مقررا في كتاب إن علم ذلك المذكور كله على الله سهل أو قليل أو هين فحذف المشار إليه ـ النعت أو البدل «المذكور» اختصارا لأن ما قبله دال عليه كما حذف اسم «إن» المضاف «علم» وأقيم مقامه المضاف إليه «ذلك» اسما لإن. أو بمعنى إن ذلك على شمول علم الله قليل. وقال الفيومي .. التقدير ما يطول من عمر واحد ولا ينقص من عمر