النصب والتوكيد المشبه بالفعل و «ما» الاسم الموصول المبني على السكون في محل نصب اسم «إن» والجملة «يخشى الله العلماء» صلة الموصول.
(مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «العلماء» لأن «من» حرف جر بياني. التقدير : حالة كون العلماء من بين عباده أو يكون متعلقا بحال من «ما» المبهمة. العلماء : فاعل مرفوع بالضمة في حالة إعراب «إنما» كافة ومكفوفة وفي حالة إعراب «إنما» حرفا مشبها بالفعل و «ما» اسمها فتكون كلمة «العلماء» خبر «إن» ويكون فاعل «يخشى» ضميرا مستترا جوازا تقديره : هو.
(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة و «إن» هنا يفيد التعليل لوجوب الخشية لدلالته على عقوبة العصاة وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم.
(عَزِيزٌ غَفُورٌ) : خبران لإن مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «غفور» صفة ـ نعتا ـ لعزيز.
** (وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العشرين المعنى : ولا تتساوى ظلمات الكفر ولا نور الإيمان وبعد حذف المضاف إليهما «الكفر .. الإيمان» عوض المضافان عن حذف المضاف إليهما بالألف واللام فصارا : الظلمات .. النور .. وفي القول الكريم تشبيه ظاهر أيضا حيث ضرب سبحانه الظلمات والنور مثلين : للباطل «الكفر» وللحق «النور». ومثله في التشبيه القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والعشرين «ولا الظل ولا الحرور» وهما مثلان أيضا للحق والباطل بمعنى ولا يتساوى أيضا ظل الجنة وحر النار أي وريح السموم .. وقيل : ريح السموم تهب ليلا والسموم : يهب نهارا.
** (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) : جاء هذا القول في الآية الكريمة الثانية والعشرين .. وفيه شبه سبحانه حال الذين دخلوا في الإسلام بالأحياء والذين لم يدخلوا فيه وأصروا على الكفر بالأموات أي ولا يتساوى أحياء القلوب وهم المؤمنون ولا الأموات أي وأموات النفوس وهم الكافرون وبعد حذف المضاف إليهما «القلوب .. النفوس» عوض المضافان «أحياء .. أموات» بالألف واللام. والكلمتان «الأحياء» و «الأموات» مثلهما مثل «البصير والأعمى» لأن الكافر كالأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق وهو ليس كالرجل السوي الصحيح البصر الماشي في الطريق المهتدي له. وقيل : للكافر أمنيتان : يقول في الدنيا : ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ويقول في الآخرة : يا ليتني كنت ترابا. وهذه العبارة «يا ليتني» تستعمل كثيرا في اللغة العربية و «يا» حرف نداء والمنادى به محذوف تقديره : يا هؤلاء مثلا أو تكون «يا» حرف تنبيه .. و «ليت» هنا ليست مناداة بل هي حرف تمن ونصب من