(إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» اللام واقعة في جواب القسم المحذوف. من المرسلين : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته واللام في «لمن ..» هي نفسها لام التوكيد أكدت الجملة المقسم عليها التي هي جوابها و «إن» وما بعدها لا محل لها لأنها جواب القسم.
(عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤)
(عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : جار ومجرور في محل رفع خبر ثان لإن. أو متعلق بالمرسلين أي صلة للمرسلين على تأويل فعل اسم المفعولين. مستقيم : صفة ـ نعت ـ لصراط مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة بمعنى : على طريق قويم.
** (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية المعنى : وحق القرآن المحكم بنظمه وبديع ألفاظه ومعانيه وحذف المقسم به المضاف «حق» وحل المضاف إليه «القرآن» محله والقسم أكد أن الرسول محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هو نبي مبعوث من الله سبحانه.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة حينما هم ناس من قريش أن يأخذوا الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الذي أوذوا من قراءته سورة السجدة فجمعت أيديهم إلى أعناقهم فقالوا : ننشدك الله والرحم يا محمد .. فدعا حتى ذهب ذلك عنهم فنزلت هذه الآية الكريمة والآيات التي بعدها إلى الآية العاشرة.
** (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. المعنى إنك يا محمد رسول من جملة المرسلين إلى الناس لهدايتهم وحثهم على اتباع الحق وإنك مرسل على الطريق القويم طريق من سبقك من الأنبياء. ونكر «صراط لإفادته التفخيم والتعظيم وأصله : السراط.
** (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة .. المعنى : تنزيل الله العزيز الرحيم أي منزل من عند العزيز الرحيم .. ولم يذكر اسم لفظ الجلالة الموصوف لأنه معلوم وأقيمت صفتاه جلت قدرته.
** (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة .. المعنى : لقد وجب القول أو ثبت على أكثرهم بالعذاب ويعني قوله (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) يقال : حق الشيء ـ يحق ـ حقا .. بمعنى : وجب من بابي «ضرب وقتل» وحقت القيامة .. من باب «قتل» بمعنى : أحاطت بالخلائق فهي حاقة ـ اسم فاعل ـ ومن هنا قيل : حقت الحاجة : إذا نزلت واشتدت.