مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. واحدة : صفة ـ نعت ـ لنفس وتعرب مثلها.
(إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة أي يسمع كل صوت ويبصر كل مبصر. واللفظتان من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل.
** (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والعشرين .. المعنى : ولو أن ما في الأرض من الشجر أقلام أي صارت كل الأشجار أقلاما للكتابة والبحر على سعته مداد أي حبر ممدود بسبعة أبحر مثله كلها مداد أي حبر فكتبت بها كلمات الله المشتملة على أمره وعلمه لنفد ماء الأبحر ولم تنفد أي تفن معلومات الله .. فأغنى بكلمة «مده» عن ذكر المداد لأنه من مد الدواة وأمدها أي وضع فيها المداد وهو الحبر أي ما قنيت حكم الله وآياته .. وقد جاءت كلمة «شجرة» على التوحيد ـ أي الإفراد ـ دون اسم الجنس الذي هو شجر يقول الزمخشري في تفسير ذلك : أريد تفصيل الشجر وتقصيها شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر ولا واحدة إلا قد بريت أقلاما. وعن ورود «كلمات الله» وهي جمع قلة والموضع موضع تكثير لا التقليل فلما ذا لم يقل «كلم الله»؟ قال : معناه : إن كلمات الله لا تفيء بكتبتها البحار .. فكيف بكلمه؟ يقال : مددت الدواة ـ أمدها ـ مدا .. من باب «قتل» بمعنى : جعلت فيها المداد بكسر الميم وهو ما يكتب به أي الحبر وأمددتها أيضا لغة فيه و «المدة» هي غمس القلم في الدواة مرة للكتابة ومد البحر مدا : أي زاد ومده غيره مدا : أي زاده وأمد وأمده غيره .. أي يستعمل الفعلان الثلاثي والرباعي لازمين ومتعديين ويقال للسيل : مد .. لأنه زيادة فكأنه تسمية بالمصدر.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة حينما قال اليهود للرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : في التوراة تبيان كل شيء فقال الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : هي في علم الله قليل .. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
** (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والعشرين المعنى : وما خلقكم من العدم ولا بعثكم يوم الصيحة إلا كخلق نفس واحدة وبعثها أي سواء في قدرته .. فحذف المضاف «خلق» وأقيم المضاف إليه «نفس» مقامه.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في جماعة من قريش أنكروا البعث.
** (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. المعنى : يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل وذلل الشمس والقمر .. وجعلهما كل يجري في فلكه. و «القمر» سمي بذلك لبياضه .. لأنه يقال : ليلة مقمرة : بمعنى : ليلة بيضاء .. وليلة قمراء : أي مضيئة .. ومنه القول : أقمرت ليلتنا : أي أضاءت. ويقال : أقمرنا : بمعنى : طلع علينا القمر وجاء في المصادر : القمر يستمد نوره من الشمس فينعكس على الأرض فيرفع ظلمة الليل وهو قمر بعد ثلاث ليال إلى آخر الشهر وأما قبل ذلك فهو هلال. والهلال : هو على الأكثر : القمر