في حالة خاصة. قال الأزهري : ويسمى القمر لليلتين من أول الشهر هلالا وفي ليلة ست وعشرين وسبع وعشرين أيضا هلالا وما بين ذلك يسمى قمرا .. وقال الفارابي وتبعه في الصحاح الهلال : لثلاث ليال من أول الشهر هو قمر بعد ذلك. وقيل : الهلال هو الشهر بعينه. وقيل : في القمر ضياء والشمس أضوأ منه. و «القمران» هما الشمس والقمر.
** (كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : أي كل منهما أي من الشمس والقمر أو كل واحد من الشمس والقمر .. وبعد حذف المضاف إليه «واحد» نون المضاف «كل» لانقطاعه عن الاضافة يجري إلى موعد مقرر وقيل هو يوم القيامة.
** (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) : ورد هذا القول في بداية الآية الكريمة الثلاثين .. المعنى : ذلك الموصوف من عجائب قدرته من العلم المطلق والقدرة والابداع الأعلى واختصاص الله بما ذكر بسبب أن الله هو الحق الثابت الواجب الوجود فحذف المشار إليه ـ الصفة ـ النعت ـ وهو «الموصوف» اختصارا لأن ما قبله دال عليه .. كما حذف المضاف «سبب» وحل المضاف إليه «بيان» أن الله .. محله.
** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) : ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة الحادية والثلاثين المعنى : إن في ذلك الفضل المذكور من نعم الله لدلائل لكل صبار على بلائه شكور لنعمائه .. وهما صفتان للمؤمن .. وهما من صيغ المبالغة أي الكثير الصبر الكثير الشكر «فعال وفعول بمعنى فاعل» وحذف النعت أو البدل المشار إليه اختصارا «الفضل» لأن ما قبله دال عليه.
** (وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية والثلاثين المعنى : وإذا غطاهم موج مرتفع كالجبال أو السحاب يظلهم .. و «الظلل» جمع «ظلة» بضم الضاد وهو كل ما يظلك من شجر وسحاب وغيرهما. وتأتي جمع «ظل» أيضا ويجمع «الظل» أيضا على «ظلال».
** (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثالثة والثلاثين .. المعنى : لا يغرنكم أي ولا يخدعنكم الشيطان الكثير التغرير والتضليل بوساوسه .. يقال : غره الشيطان ـ يغره ـ غرورا وغرته الدنيا ـ تغره ـ غرورا ـ بضم الغين .. من باب «قعد» بمعنى : خدعته بزينتها فهي غرور ـ بفتح الغين ـ اسم فاعل ـ للمبالغة. ويقال : ما غرك بفلان؟ من باب «قتل» أي كيف اغتررت به ولم تتحفظ.
** (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الرابعة والثلاثين .. أي عنده علم وقت قيام الساعة أي القيامة .. فحذف المضاف إليه الأول «وقت» والمضاف إليه الثاني «قيام» اختصارا وبقي المضاف إليه الثالث «الساعة».
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في بدوي هو الحارث بن عمرو حينما طلب من النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إخباره عما تلد امرأته الحامل وعن وقت نزول الغيث ـ المطر ـ وعن وقت موته .. فأنزل الله تعالى هذه الآية في مفاتيح الغيب الخمسة.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٢٩)