سورة ص
معنى السورة : هذه السورة وأمثالها من السور الشريفة التي تبدأ بالحرف الواحد أو الأحرف المتقطعة أو المقطعة سبق شرحها .. وفيما يتعلق بمعنى «صاد» في قراءتها بالكسر هو من المصادة وهي المعارضة والمعادلة .. ومنها الصدى وهو ما يعارض الصوت في الأماكن الخالية من الأجسام الصلبة والمقصود بقراءة الكسر على معنى المصاداة هو صادي القرآن بعملك أي اتله وتعرض لقراءته واعمل بأوامره وانته عن نواهيه. و «الصدى» هو الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها ونحوه : أصدى الجبل فهو صادي «صاد» تحذف ياؤه لأنه اسم منقوص نكرة وجمع «الصدى» هو أصداء ومنه قولهم : أسرع من رجع الصدى.
تسمية السورة : سميت هذه السورة الشريفة بسورة «صاد» تبعا لمطلع آيتها الكريمة الأولى التي يقول تعالى فيها : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) صدق الله العظيم. أي أقسم سبحانه بحق القرآن الكريم الحافل بالذكر والمواعظ. والشرف الرفيع لما فيه من تبيان كل شيء .. والحلف بالقرآن الكريم ومن قبل رب العزة هو تنويه برفعة قدر هذا الكتاب الكريم .. وقيل : إن صاد هو أحد الحروف الهجائية للتنبيه والتحدي كما قيل في سور أخرى وشرح ذلك في سورة «يوسف» وفي هذه السورة الشريفة وردت إحدى قصص النبي داود ـ عليهالسلام ـ تقول الحكاية : إن النبي «داود» هوي امرأة فاستنزل زوجها عنها وتزوجها وكان له تسع وتسعون زوجة وقيل : أخذ يكثر من إرسال زوجها إلى الحروب ويقدمه فيها حتى قتل. فأرسل الله تعالى له ملكين يتحاكمان إليه ليتنبه إلى ما صنع كما تروي ذلك الآيات الشريفة من الآية العشرين إلى الآية الخامسة والعشرين .. ولما دخل الملكان على «داود» خاف منهما إذ هبطا إليه من فوق فذكرا له أنهما خصمان .. وقص عليه أحد الملكين أمر النعاج المائة فتنبه داود ـ عليهالسلام ـ لذنبه فاستغفر ربه وسقط راكعا ورجع إلى ربه فغفر الله ـ جلت قدرته ـ ذنبه.