** (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والسبعين .. وفي الآية الكريمة التالية : (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) أي فأمهلني إلى يوم يبعثون .. بمعنى إلى وقت بعث الخلق من قبورهم يوم الحساب أي إلى يوم الدين .. والجملتان أو القولان بمعنى واحد .. ولكن خولف بين العبارات سلوكا بالكلام طريقة البلاغة.
** (قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) : هذا هو نص الآية الكريمة الثانية والثمانين .. المعنى : فبعزة سلطانك وقهرك وفي ورود القسم بهذه الصورة ومثله «فو ربك» أي في إقسام الله تعالى باسمه ـ تقدست أسماؤه ـ كما في «فو ربك» مضافا إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في كاف المخاطب تفخيم لشأن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والآية الأولى «فبعزتك» ورد على لسان «إبليس» ومعناه : فبحق سلطانك وقهرك.
** (قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والثمانين .. والمراد بالحق : اسمه عزوجل كما في قوله سبحانه : (أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) أو يكون «الحق» الذي هو نقيض الباطل عظمه الله تعالى بإقسامه به. وقال الزمخشري : وقرئ الحق الأول منصوبا مثل الثاني على أن الأول مقسم به كالله في «إن عليك الله أن تبايعا» وجوابه لأملأن جهنم و «الحق الأول» : جملة اعتراضية بين المقسم به والمقسم عليه ومعناه لا أقول إلا الحق وقرئا مرفوعين : الأول مبتدأ وخبره محذوف والحق أقوله مثل «كله لم أصنع» وقرئا مجرورين على أن الأول مقسم به وقرئ برفع الأول وجره مع نصب الثاني كما في الآية وهو الأصل والأصوب.
(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) (٦٧)
(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة والستين. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. نبأ : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. عظيم : صفة ـ نعت ـ لنبأ مرفوع مثله بالضمة المنونة والجملة الاسمية (هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : قل لهم يا محمد القرآن خبر عظيم الشأن أو ذلك الذي أخبرتكم به وهو كوني رسولا نذيرا إليكم وأنه سبحانه واحد قهار خبر عظيم.
(أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) (٦٨)
(أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة أخرى لنبأ وفي القول الكريم توبيخ لهم. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عنه : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «معرضون» بمعنى أنتم عنه غافلون. معرضون : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.