سورة الزمر
معنى السورة : الزمر ـ بضم الزاي وفتح الميم ـ جمع «زمرة» والزمر : هي الأفواج المتفرقة بعضها من أثر بعض وقد تزمروا .. وتأتي «الزمر» أيضا : بمعنى الجماعات .. ومن تخريجات اللفظة يقال : زمر الرجل ـ يزمر ـ زمرا ـ من بابي «ضرب» و «نصر» بمعنى : بث .. صوت .. غنى .. أذاع ومضارعه بكسر الميم لأنه من باب «ضرب» وجاء بضم الميم أي من باب «نصر» في لغة حكاها أبو زيد ومن معاني الفعل والمصدر والاسم يقال : زمر ـ زمرا ـ وزميرا : أي غنى بالنفخ في القصب ونحوه فهو زمار ـ اسم فاعل ـ ولا يقال : زامر وذلك خلافا للقاعدة وجاء اسم الفاعل للفعل المشدد «زمر» الذي هو أيضا بمعنى «زمر» فهو زمار في حين تطلق لفظة «زامرة» على المرأة ولا يقال زمارة. و «المزمار» هو آلة الزمر التي يزمر فيها ومثلها : البوق : وهو الذي ينفخ فيه ويسمى أيضا الصور .. وقد ورد ذكره في الآية الكريمة الثامنة والستين : «ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون .. وقيل : إن إسرافيل ينفخ في بوق يوم القيامة فيموت كل حي ثم ينفخ فيه نفخة أخرى فيبعثون ليوم الحساب.
تسمية السورة : سميت السورة بهذه التسمية لورود الكلمة مرتين في القرآن الكريم ضمتهما الآيتان الكريمتان الحادية والسبعون والثالثة والسبعون وقد تحدثنا عن طائفتين من الذين سيقوا إلى النار .. وإلى الجنة .. أي عن طائفة الكفرة ومثواهم النار وطائفة المتقين الذي خلدوا في الجنة .. جاء قوله تعالى في الآية الحادية والسبعين : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) وفي الآية الثالثة والسبعين قال تعالى :