** سبب نزول الآية : نزلت آية «ويخوفونك» حينما قال مشركو قريش للرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنك يا محمد لتعيب آلهتنا فلتكفن عن شتم آلهتنا وإنا لنخاف أن تخبلنك! فطمأن الله سبحانه عبده ونبيه بأنه كافيه من كل شر حافظه من كل سوء.
** (إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والثلاثين .. المعنى : إن أراد الله أن يصيبني بضرر كالمرض وغيره هل تستطيع آلهتكم أن تحميني وتنجيني منه أو أراد سبحانه أن ينفحني ويشملني برحمته هل تستطيع آلهتكم أن تمنع ذلك عني وهو قول الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال مقاتل : سألهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذلك؟ فسكتوا فنزل هذا القول الكريم وفيه أضيف اسم الفاعلات «كاشفات» إلى المفعول «ضره» و «ممسكات» إلى «رحمته» ولهذا حذف تنوين آخرهما للإضافة ولو كانت اللفظتان «كاشفات» و «ممسكات» منونتين لانتصبت كلمتا «ضره» و «رحمته» على المفعولية لاسم الفاعلات لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله إذا كان فعلا متعديا.
** (مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأربعين .. المعنى : فسوف تعلمون من يأتيه عذاب أي من الذي يأتيه عذاب يهينه ويذله في الدنيا وهو عذاب حل بهم في معركة بدر حيث حقق الله وعده فنصر رسوله وأذل أعداءه وثل عرشهم وأورثه أرضهم دونهم .. يقال : خزي ـ يخزى ـ خزيا ـ بمعنى ذل وهان وقال ابن السكيت : أي وقع في بلية. والفعل من باب «علم» ويتعدى الرباعي «أخزى» إلى المفعول نحو : أخزاه الله : بمعنى : أذله وأهانه.
** (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والأربعين .. المعنى ومن ضل أو انحرف عن الهدى فإنما ضرر ضلاله أو وبال ضلاله على نفسه أي عائد إليه. يقال : ضل ـ يضل ضلالا : أي ضاع وهلك وضل الرجل الطريق ـ يضله وضل عنه .. من باب «ضرب» بمعنى : زل عنه ولم يهتد إليه فهو ضال ـ اسم فاعل ـ قال الفيومي : والمصدر : ضلالا وضلالة .. وهذه لغة «نجد» وهي الفصحى وبها جاء القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة «سبأ» : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) وفي لغة لأهل العالية : الفعل من باب «تعب» واسم الفاعل «ضال» بتشديد اللام .. قال تعالى في سورة «الضحى» : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) أي فآواك وضالا فعلمك وهداك .. و «ضالا» معناه : الضلال عن علم الشرائع وما طريقه السمع كقوله تعالى في سورة «الشورى» : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ) وقيل : ضل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في صباه في بعض شعاب مكة فرده أبو جهل إلى عبد المطلب .. وقيل أضلته ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حليمة عند باب مكة حين فطمته وجاءت به لترده على عبد المطلب. وقيل : ضل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في طريق الشأم حين خرج أبو طالب. ومن أقوال الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا خرج من البيت : «بسم الله .. توكلت على الله. اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل» ويقال هذا رجل ضليل : بمعنى ضال جدا واللفظة من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ ومثله في المعنى : رجل مضلل ـ اسم مفعول ـ ومن أمثال العرب قولهم : ضل بن ضل ـ بكسر الضاد الأولى وضم الضاد الثانية ـ يضرب هذا المثل لمن لا يعرف هو ولا أبوه .. وهو مثل قولهم : طامر بن طامر .. قال أبو عمرو : أي بعيد ابن بعيد. من قولهم : طمر إلى بلد كذا : إذا ذهب إليها .. يضرب لمن يثب على الناس وليس له أصل ولا قديم .. وهو مثل قولهم أيضا : صلمعة بن قلمعة ..