في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. والجملة الفعلية (كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) صلة الموصول لا محل لها أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة (كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «حاق» التقدير ونزل بهم أو أحاط بهم جزاء هزئهم فحذف الفاعل المضاف «جزاء» وحلت محله «ما» أي الاسم الموصول المضاف إليه.
(بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : جار ومجرور متعلق بيستهزءون بمعنى : يسخرون به من الفرائض. يستهزءون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
** (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة والأربعين حذف مفعول «ظلموا» اختصارا .. المعنى لو ملك الذين ظلموا أنفسهم بالشرك والمعصية كل ما في الأرض لهان عليهم أن يبذلوه لفداء أنفسهم به.
** (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. المعنى : وظهرت لهم قبائح ما اجترموه من الأعمال الشنيعة أو وظهرت أو بانت لهم سيئات أعمالهم التي جنوها أي أنواع العذاب التي يجازون فيها على ما اقترفوا من آثام .. وقد ذكر الفعل «بدا» مع فاعله المؤنث «سيئات» لفصله عن فاعله بفاصل أو لأن «سيئات» بمنزلة الذنب والإثم.
** (فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. المعنى إذا أصاب الإنسان ضرر من مرض وغيره استغاث بنا لكشف الضر عنه ثم إذا منحناه نعمة من عندنا شمخ بأنفه مترفعا وزعم بتكبر أنه أوتي تلك النعمة على علم وخبرة منه أو بعلم خاص عنده أو ادعى أنه منحها لاستحقاقه إياها وذكر الضمير في «أوتيته» وهو للنعمة ذهابا به إلى المعنى لأن قوله «نعمة منا» معناه : منحناه شيئا من النعم وقسما منها أو الضمير عائد على الاسم الموصول «ما» على معنى إن الذي أوتيته .. وبعد أن ذكر الضمير ثم أنث في قوله «بل هي فتنة» حملا على المعنى أولا وعلى اللفظ آخرا ولما كان الخبر «فتنة» مؤنثا ساغ تأنيث المبتدأ «هي» لأجله لأنه في معناه ويلاحظ أن هذه الآية الكريمة عطفت بالفاء والآية الكريمة الخامسة والأربعين عطفت بالواو لأن هذه الآية وقعت مسببة عن قوله : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ..) على معنى أنهم يشمئزون عن ذكر الله ويستبشرون بذكر الآلهة فإذا مس أحدهم ضر دعا من اشمأز من ذكره دون من استبشر بذكرها ـ أي الأصنام ـ وما بين الآيتين من الآيات اعتراض .. وأما الآية الكريمة الخامسة والأربعون فلم تقع مسببة بل هي ناسبت ما قبلها فعطفت بالواو. وحذف مفعول «يعلمون» أي لا يعملون ذلك أي إن منحهم النعمة هو ابتلاء لهم أي استدراج لهم من الله واختبار.