** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في كافر شتم عمر فهم أن يبطش به فأمره الله بالعفو عنه .. وقيل : الشاتم لعمر ـ رضي الله عنه ـ وللمؤمنين هو عبد الله بن أبي فاشتمل عمر سيفه يريد التوجه إليه فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة في بدء الإسلام قبل إنزال آيات الجهاد فرضخ عمر لأمر الله تعالى.
** (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة. يقال إن الإسلام شريعة سمحة ولا يقال : سمحاء .. لأن «سمحاء» مؤنث «أسمح» وهذه الصيغة غير واردة في اللغة .. أما «سمحة» فهي مؤنث «سمح» وهن نساء سماح .. بمعنى : من أهل الجود والسماحة : أي التساهل والعطاء.
(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٥)
(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : الواو عاطفة. وما بعده : معطوف على «في خلق السموات والأرض» في الآية السابقة ويعرب مثله.
(وَما أَنْزَلَ اللهُ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون لأنه معطوف على مجرور بمعنى وفي اختلاف الليل والنهار وخلق ما أنزل الله. أنزل : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «أنزل الله» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وما أنزله الله بمعنى وفي اختلاف الليل والنهار طولا وقصرا وتعاقبهما ..
(مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ) : جار ومجرور متعلق بأنزل. من رزق : يعرب إعراب «من دابة» الوارد في الآية الكريمة السابقة.
(فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ) : الفاء عاطفة. أحيا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. به : جار ومجرور متعلق بأحيا. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(بَعْدَ مَوْتِها) : ظرف زمان متعلق بأحيا منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. موت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.