سورة الأحقاف
معنى السورة : الأحقاف : جمع «حقف» بكسر الحاء وسكون القاف وهو رمل مستدير مرتفع فيه انحناء .. من احقوقف الشيء : بمعنى : اعوج. وحقف الشيء .. يحقف ـ حقوفا .. من باب «قعد» بمعنى اعوج أيضا فهو حاقف ـ اسم فاعل. ويقال : هذا ظبي حاقف : تطلق على الذي انحنى وتثنى من جرح أو غيره .. ويقال للرمل المعوج : حقف وجمعه : أحقاف .. وحقاف ـ بكسر الحاء أيضا. وقال الجوهري : وفي الحديث : «أنه مر بظبي حاقف في ظل شجرة» وهو الذي انحنى وتثنى في نومه أي تمايل في نومه .. أما المراد من معنى «الأحقاف» في السورة الشريفة فهو ديار عاد.
تسمية السورة : وردت لفظة «الأحقاف» مرة واحدة في القرآن الكريم وقد خص الله سبحانه إحدى سور كتابه الكريم بها فسميت بها وقد وردت هذه اللفظة في إحدى آياتها في قوله عزوجل : (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) صدق الله العظيم. والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والمراد بقوله تعالى : (أَخا عادٍ) هو هود ـ عليهالسلام ـ حين حذر قومه بالأحقاف : وهو إضافة لمعناه المذكور آنفا واد باليمن فيه منازل عاد بين عمان ومهرة .. وهي رمال بلاد الشحر ـ بكسر الشين ـ باليمن في حضرموت .. وكانت عاد أصحاب عمد يسكنون بين رمال مشرقين على البحر بأرض يقال لها : الشحر من بلاد اليمن. والشحر بكسر الشين وفتحها ـ هو الشط ومنه شحر عمان : وهو ساحل البحر بين عمان وعدن. أما «عاد» فهي قبيلة وهم قوم هود ـ عليهالسلام ـ وهي مثل «ثمود» وهي أيضا اسم قبيلة لا يصرف ـ لا ينون ـ بتأويل القبيلة أي التأنيث والتعريف ويصرف ـ أي وينون ـ للذهاب إلى الحي أو الأهل لأنه اسم أبيهم الأكبر.