معذورا عندك مأخوذ من الفعل عذر ـ يعذر ـ عذرا من باب «ضرب» نحو عذرته فيما صنع : أي رفعت عنه اللوم فهو معذور ـ أي غير ملوم ـ والاسم منه هو العذر ـ بضم الذال اتباعا لضمة العين وجمعه : أعذار .. أما «المعذرة» فمعناها : العذر تلفظ بكسر الذال وفتحها. والكسر أفصح. والمراد بقوله : من بين يديه ومن خلفه : قبله وبعده .. أي كثرت النذر قبله وحوله في أمم شتى وقيل المعنى : قبل إرساله وبعد إرساله في زمانه. بمعنى : الرسل الذين بعثوا قبل هود والذين بعثوا في زمانه وعلى هذا التفسير يكون المعنى ومن بعد إنذاره.
(أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٤)
(أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان لإن. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. أصحاب : خبر «أولئك» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الجنة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أو تكون «أصحاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم والجملة الاسمية «هم أصحاب الجنة» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك» بمعنى : هم أهل الجنة.
(خالِدِينَ فِيها جَزاءً) : حال من «أصحاب الجنة» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بخالدين. جزاء : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : يجازون جزاء وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أو يكون «جزاء» مفعولا من أجله.
(بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) : الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بجزاء. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يعملون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «كانوا يعملون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما كانوا يعملونه أي بسبب ما كانوا يعملونه أو تكون «ما»