سورة الفتح
معنى السورة : المراد بالفتح : هو فتح مكة وبمعنى نصر الله تعالى رسوله الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نصرا مؤزرا على المشركين في صلح الحديبية وقد وعده سبحانه وتعالى عند مرجعه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن مكة عام الحديبية عدة ـ أي وعدا ـ له بالفتح وجيء الفعل «فتح» على لفظ الماضي .. وذلك على طريقة رب العزة سبحانه في إخباره لأنها في تحققها وتيقنها بمنزلة الكائنة الموجودة وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شأن المخبر ما لا يخفى .. وللفعل «فتح» معان كثيرة .. ومنها : فتح الله على نبيه : بمعنى : نصره .. ويقال : فتح الرجل الباب يفتح الباب فتحا .. من باب «قطع» وهو خلاف : أغلق. وفتح ـ بتشديد التاء ـ بمعنى : فتح ـ أيضا وشدد للكثرة والفتاح ـ فعال بمعنى فاعل ـ ويأتي بمعنى : الحاكم أيضا نقول : افتح بيننا : أي احكم .. و «الفتح» هو النصر ومنه «الاستفتاح» أي الاستنصار.
تسمية السورة : لقد حقق الله تعالى رؤيا رسوله الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ التي رآها وقيل : رأى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فتح مكة .. ورؤيا الأنبياء وحي .. رأى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه وأصحابه دخلوا مكة آمنين قد حلق بعضهم رءوسهم وقصر بعضهم شعورهم .. وفتحا قريبا : هو فتح خيبر .. وسميت إحدى سور هذا الكتاب العظيم ـ كتاب الله الكريم ـ بهذا الفتح المبين الذي وعد الله جلت قدرته نبيه الكريم ـ محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ به مستهلا السورة الشريفة بآيتها الأولى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) وهذا القول الكريم الجليل وعد منه سبحانه لرسوله بفتح مكة .. أي إنا قررنا يا محمد أن نفتح لك أي ننصرك نصرا واضحا بينا هو غلبك وتمكنك من مكة وإزالة الكفر عن أهلها ودعوتهم إلى الطريق القويم المستقيم واتباع صراط الله الحق ونصرة دينه الحنيف وسبيله الحنيف وهو الإسلام.