سورة الحجرات
معنى السورة : الحجرات : جمع «حجرة» وهي غرفة سميت بذلك لأنها تحجر الإنسان النائم .. أو هي رقعة أو قطعة من الأرض المحجورة بحائط يحوط عليها. يقال : حجر القاضي عليه ـ يحجر ـ حجرا من باب «نصر» بمعنى : منعه عن التصرف في ماله .. و «الحجر» بكسر الحاء وضمها وفتحها بمعنى الحرام والكسر أفصح .. والحجرة ـ بضم الحاء بمعنى : حظيرة الإبل ومنه حجرة الدار ومنه القول : احتجر حجرة بمعنى اتخذ حجرة وجمعها : حجر كغرفة وغرف وحجرات ـ بضم الحاء والجيم ـ واسم المفعول من حجر عليه أي منعه التصرف هو محجور عليه والفقهاء يحذفون الصلة تخفيفا لكثرة الاستعمال ويقولون محجور وهو سائغ ويقال : فلان في حجر فلان ـ بكسر الحاء وفتحها بمعنى : في كنفه وحمايته. وقيل : الحجرة تعني البيت أيضا.
تسمية السورة : قال زيد بن أرقم : جاء ناس من العرب إلى حجر «حجرات ـ النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فجعلوا ينادون : يا محمد يا محمد فأنزل الله تعالى آية كريمة ردا على هؤلاء الذين لا يتعقلون ما ينبغي مراعاته من الأدب والاحترام لرسول الله ونبيه الكريم .. فقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم وقد جاءت هذه الآية الكريمة التي ذكرت فيها «الحجرات» في سورة مشرفة من سور القرآن سميت بها أي سورة «الحجرات» وفي رواية أخرى : لقد نزلت هذه الآية الكريمة بعد أن وفد على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عيينة بن حصن والأقرع بن حابس في سبعين رجلا من بني تميم وقت الظهيرة وهو ـ صلىاللهعليهوسلم ـ راقد فصاحا : يا محمد اخرج إلينا! فتأذى صلىاللهعليهوسلم من ذلك وقد فاتهم أن هذا التصرف منهم مخالف لأمر الله عزوجل بأن لا يدعو الرسول الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باسمه في قوله تعالى في سورة «النور» : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) صدق الله العظيم .. أي لا تجعلوا