سورة الذاريات
معنى السورة : الذاريات : جمع «الذارية» والذارية : اسم فاعلة وهي مؤنث : الذاري .. وفعله «ذرا» فعل متعد إلى مفعول. يقال : ذروت الشيء ـ أذروه ذروا : بمعنى : طيرته وأذهبته وهو من باب «عدا ـ يعدو ـ عدوا» ويقال : ذرت الريح التراب وغيره من الباب نفسه أي باب «عدا» وباب «رمى» بمعنى : سفته أن نسفته ومنه القول : ذرى الناس الحنطة فالريح ذارية والرياح ذاريات .. أي مطيرات ومفرقات التراب وغيره. فالذاريات : أصلا صفة لموصوف محذوف تقديره : الرياح الذاريات فحذف الموصوف وأقيمت صفته «الذاريات» مقامه. والمصدر «ذروا» للفعل «ذرا ـ يذرو» وقد جاء الفعل المضارع مذكورا مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة «الكهف» : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) صدق الله العظيم. بمعنى : فاضرب لهم أيها النبي مثلا هذه الحياة في سرعة زوالها بنبات قد نما والتف بعضه ببعض بسبب ماء نزل عليه من السماء فما لبث أن صار مهشوما لأن «هشيما» صيغة ـ فعيل بمعنى مفعول ـ تثيره الرياح وتفرقه إلى كل جهة. و «الذرى» بضم الذال : جمع ذروة ـ بكسر الذال ـ هو كل ما يستتر به الشخص .. أما «الذروة» بكسر الذال ـ من كل شيء .. فهي أعلاه.
تسمية السورة : وردت لفظة «الذاريات» مرة واحدة في القرآن الكريم وسميت بها إحدى سوره الشريفة .. وتصدرت آيتها الأولى : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) أي وحق الرياح الذاريات التي تذرو التراب وغيره وحذف مفعول اسم الفاعلات «الذاريات» وهو «التراب» لأنه معلوم وجاء فعلها الثلاثي متعديا إلى المفعول والفعل الرباعي «أذرى» بمعنى : أطار وفرق ونسف .. ويأتي الفعل المشدد منه أيضا متعديا نحو : ذريت الطعام تذرية : إذا خلصته من تبنه .. والطعام هنا المقصود به الحنطة .. ومن تسمية إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية تتبين أهمية الرياح عند الله لأنها تكون