سورة فصلت
معنى السورة : فعل ماض مبني للمجهول .. بمعنى : ميزت نحو فصلت آيات الكتاب : أي ميزت وجعلت تفاصيل في معان مختلفة .. ويقال : فصلت الشيء ـ أفصله ـ تفصيلا : بمعنى : جعلته فصولا متمايزة .. ومنه جزء المفصل ـ بفتح الصاد .. اسم مفعول ـ سمي بذلك لكثرة فصوله وهي السور الشريفة و «الفصول» جمع «الفصل» ويقال : فصل الكلام : أي بينه وهو ضد أجمله.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بالفعل «فصلت» والتسمية مأخوذة من الآية الكريمة الثالثة من هذه السورة الكريمة التي جاء بها قوله تعالى : (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وفي الآية الكريمة السابعة والثلاثين قال تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) وبسبب هذه الآية الكريمة سميت سورة «فصلت» أيضا سورة «السجدة» وسميت فصلت لورود قوله تعالى في آية أخرى في الآية الرابعة والأربعين : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ ..) صدق الله العظيم. وفي الآية الكريمة المذكورة آنفا (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ ..) بمعنى : وضحت بعض آياته عن بعضها الآخر باختلاف الفواصل والمعاني. وقوله (قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) معناه : لقوم يعرفون درجته من السمو ومنزلته من الفصاحة والبيان والإعجاز. وكلمة «أعجمي» في قوله تعالى (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ..) منسوبة إلى «الأعجم» وهو الذي لا يفصح ولا يبين كلامه وإن كان من العرب أي في لسانه عجمة .. أي لو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا أقرآن أعجمي ومخاطب عربي؟ فهلا وضحت آياته وبينت بلسان نفقهه .. أي نفهمه؟