(كانُوا قَلِيلاً) : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. قليلا : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى كانوا يهجعون أي ينامون طائفة قليلة من الليل أو يكون صفة ـ نعتا ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف أي كانوا يهجعون هجوعا قليلا أي نوما يسيرا.
(مِنَ اللَّيْلِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قليلا» لأن «من» حرف جر بياني.
(ما يَهْجَعُونَ) : مزيدة للتوكيد. يهجعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يهجعون» في محل نصب خبر «كان» ويجوز أن تكون «ما» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل رفع فاعلا لكلمة «قليلا» بمعنى : كانوا قل من الليل الذي يهجعون فيه لأنهم كانوا يصلون أكثر الليل فتكون جملة «يهجعون» صلة الموصول لا محل لها والراجع إلى الموصول ـ أي صلته ـ وهو الجار محذوف أي «فيه» ولا يجوز أن تكون «ما» نافية لأن «ما» النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها .. نقول : زيدا لم أضرب ولا نقول : زيدا ما ضربت ولأن التقدير على «ما» النافية يصبح المعنى «كانوا ما يهجعونه قليلا من الليل» فيه خلل من حيث المعنى أيضا فإن طلب قيام جميع الليل غير مستنثى من الهجوع وإن قل غير ثابت في الشرع ولا معهود ـ هذا ما جاء في تفسير الزمخشري ـ أما إذا جعلت «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعلا .. أي قل هجوعهم وفي هذه الحالة لا يستقيم أن يكون «من الليل» صفة لقليل ولا بيانا له ولا يستقيم أن يكون من صلة المصدر لأنه تقدم عليه.
(وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (١٨)
(وَبِالْأَسْحارِ) : الواو عاطفة. بالأسحار : جار ومجرور متعلق بيستغفرون بمعنى في آخر الليل يستغفرون الله أي قبل الفجر.