سورة الطور
معنى السورة : الطور : هو جبل بمدين سمع فيه موسى ـ عليهالسلام ـ كلام ربه جلت قدرته .. وهو طور سنين .. وقد جاء ذكره في سورة «التين» في قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) وجاء ذكر «الطور» عشر مرات في القرآن يقال : عدا طوره : أي جاوز حده و «الطور» بفتح الطاء هو «التارة» وقوله تعالى في سورة «نوح» : (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) قال الأخفش : طورا علقة وطورا مضغة. والكلمة جمع «طور» أي أخياف على حالات شتى .. و «الأخياف» هي جمع «خيف» أي مختلف وفيه القول هذا فرس أخيف : أي بين الخيف .. أي إذا كانت إحدى عينيه زرقاء والأخرى سوداء وكذلك هو من كل شيء .. ومنه قيل : الناس أخياف : أي مختلفون وإخوة أخياف : إذا كانت أمهم واحدة والآباء شتى. ومن معاني «الطور» بضم الطاء .. هو فناء الدار ـ بكسر الفاء ـ ويأتي مثل الطور بفتح الطاء على معنى : ما كان على حد الشيء وبمعنى : القدر والحد نحو : عدا طوره : أي حده. وجاوز طوره : بمعنى : قدره الذي يليق به.
تسمية السورة : وقد سمى سبحانه وتعالى إحدى سور القرآن الكريم باسم الجبل الذي ناجى عليه موسى تكرمة له فقد أقسم سبحانه في آيتها الكريمة الأولى به في قوله عزّ من قائل : (وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) (٤) صدق الله العظيم. أقسم سبحانه وتعالى به للتجلي الإلهي الذي حدث فيه عند ما ناجى رب العالمين موسى ـ عليهالسلام ـ على هذا الجبل المقدس قال الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «سيد الجبال : الطور ـ طور سيناء» وقيل : الطور هو جبل في فلسطين .. ومنه نودي موسى ـ عليهالسلام ـ ولذلك أقسم سبحانه وتعالى به .. ومعنى القسم بهذه الأشياء هو الإبانة عن شرف البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة بسكنى الأنبياء والصالحين .. و «الطور» تلفظ بضم الطاء وبفتح الطاء يعني : الحالة والهيئة والتارة وجمعه أطوار.