** (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والأربعين .. المعنى : نحن جيش منتصر أو حي مجتمع منتصر وجاءت كلمة «منتصر» مفردة على لفظ «جميع» لا معناها .. أي نحن جماعة أمرنا مجتمع منتصر.
** (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأربعين وقد كررت هذه الآية الكريمة كما كررت الآية الكريمة التي قبلها «فذوقوا عذابي ونذر» وحذفت الياء من «نذري» مراعاة لفواصل الآي .. والمعنى : وقلنا لهم : ذوقوا عذابي وإنذارات نذري وهي جمع «نذير» وهو المخبر مع تخويف من العاقبة وحذف المضاف إنذارات وأقيم المضاف إليه «نذري» مقامه. والفائدة من تكرير هذا القول الكريم ـ كما ذكر الزمخشري ـ هي أن يحددوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ادكارا واتعاظا وأن يستأنفوا تنبها واستيقاظا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه وأن يقرع لهم العصا مرات ويقعقع لهم الشن تارات لئلا يغلبهم السهو ولا تستولي عليهم الغفلة وهكذا حكم التكرير كقوله تعالى في سورة «الرحمن» : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) عند كل نعمة عددها سبحانه وقوله (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) عند كل آية أوردها في سورة «المرسلات» وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب مصورة للأذهان مذكورة غير منسية في كل أوان.
** (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والأربعين .. و «الدبر» هو «الظهر» وهو في الآية الكريمة للجماعة أي يولون الأدبار ـ جمع «دبر» والقول الكريم كناية عن الهرب بمعنى : ينهزمون. والجمع : هو جمع قريش القوي الذين فروا وانهزموا وقد هزمهم الله يوم بدر.
** سبب نزول الآية : قال المشركون يوم بدر : نحن جميع منتصر .. أي منتصرون على أعدائنا لكثرة عددنا وقوتنا .. فنزلت الآية الكريمة (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) صدق الله العظيم.
** (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والأربعين .. المعنى : إن الكفار والمشركين في هلاك أو في ضلال عن الحق في الدنيا وسعر : جمع «سعير» أي في نيران متأججة في الآخرة.
** سبب نزول الآية : أخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال : جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في القدر فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة إلى قوله عزوجل : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ).
** (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. أي ويقال لهم : ذوقوا مس جهنم لأن «سقر» اسم علم كجهنم وهو ممنوع من الصرف للتعريف والتأنيث من سقرته النار وصقرته : إذا لوحته أو سقرته الشمس : أي لوحته وآذت دماغه بحرها ومثله الفعل «صقر» إلا أن هذا الفعل يأتي لازما نحو : صقرت الشمس أو النار تصقر ـ صقرا : بمعنى : اشتد حرها واتقدت .. ويأتي متعديا نحو : صقرته الشمس : بمعنى : آذته بحرها وصقر النار : أي أوقدها وصقر ـ بتشديد القاف ـ مثله نحو صقر النار : بمعنى : أوقدها .. أما الفعل الرباعي «أصقر» فهو فعل لازم ـ خلافا للقاعدة نحو : أصقرت الشمس أو النار : أي اشتد حرها واتقدت .. ومثله أيضا الفعل المزيد : تصقرت النار واصطقرت .. وقوله تعالى : (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) ومعناه : ذوقوا حر نار