سورة الشورى
معنى السورة : الشورى : اسم من «التشاور» يقال : شاوره في الأمر واستشاره بمعنى واحد أي طلب منه المشورة أي النصيحة وهذه اللفظة «المشورة» تلفظ بسكون الشين وبضمها و «الشورى» أيضا هي الاسم من «أشار عليه» أي نصحه ودله على وجه الصواب .. وقولهم : ترك عمر الخلافة شورى : معناه : تركها متشاورا فيها .. ويقال : تشاور القوم : أي شاور بعضهم بعضا .. المصدر : تشاورا .. والاسم : الشورى .. ومن تخريجات هذه اللفظة يقال : أشار إليه بيده إشارة وشور بيده تشويرا : أي أومأ بمعنى : لوح بشيء يفهم من النطق .. فالإشارة ترادف النطق في فهم المعنى كما لو استأذنت صاحبك في شيء فأشار بيده أو رأسه أن يفعل أو لا يفعل فيقوم مقام النطق .. أما الفعل «شاور» فمعناه استشاره نحو : شاورته في كذا واستشرته .. يكون الفعلان بمعنى واحد وهما يعنيان : راجعته لأرى رأيه فيه فأشار علي بكذا .. أي أراني ما عنده فيه من المصلحة.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بسورة «الشورى» لورود الآية الكريمة الثامنة والثلاثين والتي يقول الله تعالى فيها : (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) صدق الله العظيم. أي والذين أطاعوا ربهم عند دعوة رسوله الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إياهم للإيمان ويعني بهم الأنصار .. وأقاموا الصلاة وهم ذوو شورى .. أي أسسوا أمرهم على مبدأ التشاور فيما بينهم فلا يبتون أمرا ما حتى يأخذ بعضهم رأي بعض في هذا الأمر .. وقوله تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) معناه : لا يستأثر أحد بشيء أو أمر دون أن يأخذ رأي غيره .. أي الأنصار أسسوا أمرهم على مبدأ التشاور فيما بينهم .. وعلى الضد ـ أي العكس ـ من ذلك : أمرهم فوضى بينهم.
فضل قراءة السورة : قال رسول الله المجتبى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ حم عسق ـ حاميم عين سين قاف ـ كان ممن تصلي عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون له صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.