** (فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الخامسة عشرة .. المعنى : فلأجل ما ذكر ادع يا محمد الناس إلى توحيد الله واستقم على الدعوة كما أمرك الله فحذف مفعول «ادع» وهو الناس.
** (لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) : المعنى : لنا جزاء أعمالنا ولكم جزاء أعمالكم .. فحذف المضاف المبتدأ وحل محله المضاف إليه «أعمالنا»
** (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة عشرة .. المعنى : والذين يجادلون في دين الله أو يخاصمون في دينه من بعد ما استجاب له الناس .. بالدخول فيه حجتهم باطلة عند ربهم. فحذف المضاف «دين» وبقي المضاف إليه لفظ الجلالة.
** (وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) : يقال : غضب عليه ـ يغضب ـ غضبا ومغضبة .. من باب «طرب» بمعنى أبغضه وأحب الانتقام منه والاسم منه أيضا : الغضب واسم الفاعل : غاضب وغضبان .. وعن سهل بن هارون : إن الحاسد والغضبان والحاقد والعياب إذا استنفدوا العيوب استتلوا قول الزور .. والتمسوا ما شاكل الحق وقاربه وكثرة الشهود عليه. وعلى ذكر الحاسد ـ اسم الفاعل ـ فقد قال معاوية : يمكنني أن أرضي الناس كلهم إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه منها إلا زوالها.
** (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى : الله هو الذي أنزل القرآن وكل الكتب السماوية لأن المراد بالكتاب : جنس الكتاب وأنزل الميزان أي العدل أو الشرع الذي هو بمنزلة الميزان في كتبه السماوية المنزلة وفيها قواعد العدل التي توزن به الحقوق ليحكم به بين الناس .. وقيل : سمي ميزانا أي سمي العدل ميزانا لأنه آلة الحفاظ على الحقوق بالقسطاس وهو آلة الإنصاف وجاءت الصفة «قريب» مذكرة لأن الساعة هنا بمعنى : البعث أو على معنى لعل الساعة أي القيامة قريب إتيانها. فحذف فاعل الصفة المشبهة «قريب» وهو إتيانها أو حدوثها .. أو على معنى لعل الساعة شيء قريب .. أو لعل مجيء الساعة قريب فحذف اسم «لعل» المضاف «مجيء» وأقيم محله المضاف إليه «الساعة» وبمعنى : لعل الساعة ذات قرب .. والمراد بإنزال الميزان هو الارشاد للعمل به.
** (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثامنة عشرة المعنى : إن الذين يجادلون في وقوع أو قيام القيامة وينكرون ذلك لفي ضلال بعيد من الحق .. واللفظة «يمارون» مأخوذة ـ كما قال المصحف المفسر ـ من مريت الناقة : إذا مسحت ضرعها بشدة للحلب .. وهذا التشبيه ينطبق على ذلك لأن كلا من المتجادلين يحاول أن يستخرج ما عند صاحبه بشدة. وقال الفيومي : يقال : ماريته ـ أماريه ـ مماراة ـ ومراء : أي جادلته أي إذا أريد بالجدال الحق أو الباطل .. ويقال : ماريته أيضا : إذا طعنت في قوله تزييفا للقول وتصغيرا للقائل ولا يكون المراء إلا اعتراضا بخلاف الجدال فإنه يكون ابتداء واعتراضا .. وامترى في أمره : بمعنى : شك والاسم : المرية ـ بكسر الميم ـ أي الشك.