** (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة والعشرين المعنى : ويستجيب الله للذين آمنوا بالله ورسله دعاءهم فحذف المفعول به «دعاءهم» لأنه معلوم أو يكون المعنى : ويجيب الله دعاء الذين آمنوا بالله ورسله وعملوا الأعمال الصالحات فحذف الموصوف «الأعمال».
** (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والعشرين : ولو وسع الله الرزق وأفاضه على عباده لبطروا معيشتهم وطلبوا الفساد في الأرض ولكن ينزل الرزق بتقدير معين بمقتضى حكمته ما يشاء أن ينزله منه عليهم بقدر معلوم فحذف مفعول «ينزل» وهو «الرزق».
** سبب نزول الآية : قال الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ نزلت هذه الآية الكريمة في أصحاب الصفة .. وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا فتمنوا الدنيا والغنى.
** (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والعشرين .. المعنى : والله هو الذي ينزل المطر ليغيثهم به من بعد يأسهم .. سمي المطر غيثا : لأنه يغيث من الجدب .. يقال : غاث الله البلاد غيثا .. من باب «ضرب» بمعنى : أنزل بها الغيث أي المطر فالأرض مغيثة ـ بفتح الميم ـ فعيل بمعنى مفعول ـ ومغيوثة وسمي النبات غيثا تسمية باسم السبب.
(وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) (١٦)
(وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يحاجون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يحاجون» صلة الموصول لا محل لها.
(فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيحاجون بمعنى يجادلون في دين الله. من بعد : جار ومجرور متعلق بيحاجون.
(ما اسْتُجِيبَ لَهُ) : مصدرية. استجيب : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. له : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل بمعنى من بعد ما استجاب الناس له. والجملة الفعلية «استجيب له» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر مضاف إليه بمعنى : من بعد استجابة الناس له ودخولهم في الاسلام.