سورة التغابن
معنى السورة : التغابن : لفظة مستعارة من «تغابن الناس في التجارة» وهو أن يغبن بعضهم بعضا لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء .. وفيه تهكم بالأشقياء لأن نزولهم ليس بغبن. يقال : غبن البائع المشتري يغبنه ـ غبنا .. من باب «ضرب» بمعنى : خدعه في البيع وقد غبن فهو مغبون ـ اسم مفعول .. وهو المشتري بمعنى : مخدوع وغبن رأيه ـ بكسر الباء ـ لأنه من باب «طرب» أي نقصه فهو غبين ـ أي ضعيف الرأي ـ فعيل بمعنى مفعول ـ والغبينة من «الغبن» كالشتيمة من الشتم. وغبنه : مثل غلبه فانغبن فهو مغبون : أي منقوص في الثمن أو غيره .. وغبن رأيه : بمعنى : قلت فطنته وذكاؤه .. وقيل : سفه نفسه وغبن رأيه وبطر عيشه وألم بطنه ووفق أمره ورشد أمره .. كان الأصل : سفهت نفس زيد ورشد أمره فلما حول الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه .. لأن الأصل : صار في معنى «سفه نفسه .. هذا قول البصريين ومثل قول بعضهم : ضقت به ذرعا .. وطبت به نفسا .. والمعنى : ضاق ذرعي به وطابت نفسي به لأن الفعل لما حول من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مفسرا بأنه فيه.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية لأنها اسم من أسماء يوم القيامة .. وقد اختير هذا الاسم لهول ذلك اليوم وسمي بذلك لأن أهل الجنة يغبنون أهل النار لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء .. وفيه تهكم ـ أي سخرية ـ بالأشقياء لأن نزولهم ليس بغبن. قال تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) صدق الله العظيم.
فضل قراءة السورة : قال عبد الله ورسوله محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «التغابن» دفع عنه موت الفجأة» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفي ذلك اليوم يظهر فيه غبن الكافر بتركه الإيمان وغبن المؤمن بتقصيره في الإحسان.