(أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) : تعرب إعراب «آمنوا» وهي فعل مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. العلم : مفعول به منصوب بالفتحة. درجات : تمييز منصوب بالكسرة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث.
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة بمعنى والله ذو خبرة بعملكم أو خبير بأعمالكم.
** (إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية عشرة .. يقال : فسح له في المجلس .. من باب «قطع» بمعنى : وسع له .. والفعلان الثلاثي والرباعي «فسح» و «أفسح» معناهما : وسع وباعد خطوه إلا أن الثلاثي «فسح» أفصح من الرباعي «أفسح» و «فسح» مثل «تفسح» أي فرج عن مكان للآخر أي وسع له وقيل إن الرباعي لغة في الثلاثي نحو : أفسح وانفسح وتفسح المكان : أي اتسع ومنه القول انفسح صدره : أي انشرح ضد «ضاق» وفي الآية الكريمة المعنى : ليفسح بعضكم لبعض .. المعنى : لا تتضاموا .. والمراد بالمجالس : مجلس رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكانوا يتضامون في المجلس تنافسا على القرب من الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وحرصا على استماع كلامه. وقيل : هو المجلس من مجالس القتال وهي مراكز القتال أو مراكز الغزاة .. قيل : كان الرجل يأتي الصف فيقول تفسحوا فيأبون لحرصهم على الشهادة .. و «المجالس» جمع «مجلس» بكسر اللام لأنه اسم مكان ومضارعه مكسور العين ـ أي اللام ـ وهو موضع الجلوس ومصدر الفعل «جلوسا» والفعلان «جلس» و «قعد» قد يبدوان متشابهين في المعنى إلا أنهما مختلفان في الحركة والهيئة ومصدرا الفعلين بوزن واحد «فعولا» أي جلس ـ جلوسا .. وقعد ـ قعودا. وجلسة وقعدة. بفتح الجيم تعني المرة من الجلوس وبكسر الجيم تعني الهيئة والنوع. نحو : جلس جلسة الأسد .. وهي الحالة التي كان عليها الجالس. فبفتح الجيم تكون اسم المرة من المصدر «جلوس» وهو ضد «قام» وبكسر الجيم تكون هيئة الجالس كجلسة الاستراحة والتشهد وجلسة الفصل بين السجدتين لأنها نوع من أنواع الجلوس.
** (وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) : أي وإذا قيل : قوموا من مقاعدكم فأطيعوا .. يقال : نشز الرجل ـ ينشز ـ نشزا .. من بابي «ضرب» و «نصر» أي بكسر شين المضارع وبرفعه .. المعنى : ارتفع في المكان : أي قام من مقامه بمعنى : انهضوا وقوموا من مقاعدكم للتوسعة يرفع الله المؤمنين بامتثال أوامره وأوامر رسول الله .. والعالمين منهم خاصة درجات عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه كان إذا قرأ هذه الآية الكريمة قال : يا أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبكم في العلم. وعن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : بين العالم والعابد مائة درجة. وعنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وعنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» فأعظم بمرتبة هي واسطة بين النبوة والشهادة بشهادة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعن