سورة الحاقة
معنى السورة : الحاقة : مؤنث «الحاق» اسم فاعل للفعل «حق ـ يحق ـ حقا .. من باب «رد» بمعنى : وجب فهو حاق : أي واجب وهي حاقة : أي واجبة وثابتة وقيل فعلها : حق ـ يحق ـ بكسر حاء المضارع وضمه لأنه من بابي «ضرب» و «رد» بمعنى : وجب وثبت .. والحاقة أي القيامة من حقت القيامة ـ تحق ـ حقا من باب «رد» أو قتل بمعنى : أحاطت بالخلائق فهي حاقة ـ اسم فاعلة ـ ومن هنا قيل : حقت الحاجة إذا نزلت واشتدت فهي حاقة أيضا .. ويقال : حققت الأمر ـ أحقه ـ حقا : إذا تيقنته أو جعلته ثابتا لازما وفي لغة بني تميم : أحققته وحققته «مبالغة».
تسمية السورة : سمى سبحانه وتعالى إحدى سور القرآن الكريم بهذه اللفظة وهي بمعنى القيامة تذكرة للعباد لتفخيم شأن ذلك اليوم وتعظيمه ـ وسميت «القيامة» بالحاقة لأن ما فيها حواق الأمور أي لأنها تحق كل مجادل ومخاصم في دين الله بالباطل فتحقه أي تغلبه .. كما سميت «القارعة» لأنها تقرع قلوب الناس وأسماعهم بالهول والفزع عند قيامها .. ومن أسماء يوم القيامة إضافة إلى «الحاقة» الغاشية .. القارعة .. الواقعة .. الطامة .. الصاخة .. وفعلها : حق الشيء ـ يحق ـ حقا .. وحاقه أي خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق فإذا غلبه قيل : حقه. وسميت «الحاقة» أيضا لأنها ثابتة الحصول وواجبة الحدوث والوقوع .. وهي الساعة الواجبة الوقوع الثابتة المجيء التي هي آتية لا ريب فيها وهي القيامة أي التي تحق فيها الأمور : أي تعرف على الحقيقة من قولهم : لا نحق هذا : بمعنى : لا نعرف حقيقته جعل الفعل لها وهو لأهلها ولفظة «الحاقة» ذكرت ثلاث مرات فقط في القرآن الكريم تضمنتها ثلاث آيات من السورة الكريمة. وهي قوله تعالى : («الْحَاقَّةُ) (١) (مَا الْحَاقَّةُ) (٢) (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ») صدق الله العظيم.
فضل قراءة السورة : قال الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «الحاقة» حاسبه الله حسابا يسيرا» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ