«الرهط والنفر .. أن الرهط من الثلاثة إلى العشرة أو من السبعة إلى العشرة ـ كما ذكر ـ وأما «النفر» فهو من الثلاثة إلى التسعة. وقيل : هم جماعة الرجال من ثلاثة إلى عشرة وقيل : إلى سبعة.
** (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة .. و «من» هنا زائدة أو تبعيضية .. وثمة خلاف حولها بين علماء اللغة إذ يراها الأخفش والكسائي وغيرهما زائدة في حين يراها سيبويه والزمخشري وغيرهما للتبعيض. فعلى الرأي الأول يكون التقدير يغفر لكم ذنوبكم .. وعلى الرأي الثاني يغفر لكم بعض ذنوبكم لأن الغفران لا يكون لكل الذنوب.
** (قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة. أي قال نوح يا رب إني دعوت قومي على مدار الساعة إلى الإيمان وطاعتك وحذفت أداة النداء تعظيما وإجلالا .. والفعل يأتي ـ أي «دعوت» فعل تضرع ودعاء .. نحو دعوت الله ربي .. ويا ربي ارحمني .. والفعل فعل تضرع ودعاء لأنه صادر من العبد إلى ربه .. وقيل : الأمر لمن دونك والدعاء لمن أنت دونه .. فيقال : سألت أخي .. وأمرت ابني ودعوت ربي .. بمعنى : ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير .. ويقال : دعا المؤذن الناس إلى الصلاة فهو داعي الله والجمع : دعاة وداعون ـ جمع تكسير وجمع مذكر سالم ـ والنبي داعي الخلق إلى التوحيد. والقول «ابتهل إلى الله» معناه : ضرع إليه سبحانه أي ذل وخضع فهو ضارع.
** (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الرابعة عشرة .. المعنى : تارات .. أي خلقكم أولا ترابا ثم خلقكم نطفا ـ جمع نطفة ـ ثم خلقكم علقا ـ جمع علقة ـ ثم خلقكم عظاما ولحما ثم أنشأكم. يقال : فعل ذلك طورا بعد طور : أي مرة بعد مرة وهو بفتح الطاء والطور أيضا : الحال والهيئة وجمعه : أطوار .. ويقال : تعدى طوره : بمعنى : حاله التي تليق به.
** (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة .. الضوء والنور : كلمتان مترادفتان لمعنى واحد .. وقد رجح بعض اللغويين أن الضوء أقوى وأسطع من النور .. والضوء : هو ما يشع بذاته كضوء الشمس والنار أما «النور» فهو مكتسب من جسم آخر كنور القمر ومما يؤكد صحة أن «الضوء» أقوى من «النور» قوله تعالى في سورة «يونس» : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) ومثله أيضا الآية الكريمة المذكورة في سورة «نوح» أي جعل أهل الدنيا يبصرون في ضوء الشمس كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج ما يحتاجون إلى إبصاره. و «ضياء» منقلبة عن واو «ضوء» لكسرة ما قبلها قال الشاعر :
فوجهك كالشمس في ضوئها |
|
وقلبي كالنار في حرها |
والقمر ليس كذلك إنما هو نور لم يبلغ قوة ضوء الشمس .. يقال : أضاء القمر إضاءة : بمعنى : أنار وأشرق والاسم منه هو الضياء .. وضاء القمر ـ يضوء ـ ضوءا : بمعنى : أنار وأشرق أيضا .. فالفعل الرباعي «أضاء» يأتي لازما .. نحو : أضاء القمر ومتعديا إلى مفعوله نحو : أضاء الرجل المصباح أي أناره أو جعله ينير. فالرجل اسم فاعل والمصباح مضاء ـ اسم مفعول ـ على المعنى أما على اللفظ فهو مضيء. والقمر اسم فاعل «منير».
** (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. و «نباتا» مصدر منصوب بأنبت لتضمنه معنى «نبتم» لتقارب المعنى على معنى : أنبتكم فنبتم نباتا أو