سورة المزمل
معنى السورة : المزمل : أصله : المتزمل ـ اسم فاعل ـ بمعنى : المتلفف وفعله : تزمل : أي تلفف وحذفت تاؤه تخفيفا أو أدغمت فشددت الزاي فصار : المزمل .. من زمله في ثوبه بمعنى : دثره ولففه .. وتزمل بثوبه : أي تدثر .. فالمزمل مثل «المدثر» لفظا ومعنى ..
تسمية السورة : المقصود بالمزمل هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد كرمه الله جلت قدرته فسمى إحدى سور القرآن الكريم بصفته إكراما له وتشريفا ولم يخاطبه الله عزوجل باسمه نداء لأن ذلك ـ كما يقول العلماء ـ من خصائصه دون سائر الرسل إكراما وتشريفا له. ووردت هذه اللفظة «المزمل» مرة واحدة في القرآن الكريم وفي الآية الأولى من هذه السورة الشريفة : «يا أيها المزمل» كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نائما بالليل متزملا ـ متلففا ـ في قطيفة وأمر بأن يختار على الجهود التهجد .. وعلى التزمل التشمر والتخفف للعبادة والمجاهدة في الله. ولا جرم ـ حقا ـ أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قد تشمر لذلك مع أصحابه حق التشمر وأقبلوا على إحياء لياليه ورفضوا له الرقاد والدعة ـ أي الهدوء والراحة وخفض العيش ـ وتجاهدوا فيه حتى انتفخت أقدامهم واصفرت ألوانهم وظهرت السيمى في وجوههم وترامى أمرهم إلى حد رحمهم له ربهم فخفف عنهم. قيل : دخل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على خديجة فرقا ـ أي خائفا فزعا ـ أول ما أتاه جبريل ـ عليهالسلام ـ وبوادره ترعد فقال : زملوني زملوني فبينما هو على ذلك إذ ناداه جبريل ـ عليهالسلام ـ : يا أيها المزمل. وعن عكرمة : إن المعنى : يا أيها الذي زمل أمرا عظيما : أي حمله. والمزمل : هو الحمل .. وأزمله : بمعنى : احتمله. وقد ورد فعل الأمر منه في حديث رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : عن شهداء أحد فقال : زملوهم بدمائهم ولا تغسلوهم فإنه ما من جريح يجرح في سبيل الله إلا وهو يوم القيامة يأتي وأوداجه تشخب. اللون لون الدم والريح ريح المسك.