سورة القيامة
معنى السورة : القيامة : هي الانبعاث من الموت أي هو يوم البعث من الأرماس : أي القبور جمع «رمس» ففي ذلك اليوم المهول ينفخ إسرافيل وهو من الملائكة المقربين إلى الله تعالى في الصور ـ أي البوق ـ فيميت الناس جميعا وفي النفخة الثانية يبعثهم من أجداثهم ويحشرون في ذلك اليوم وهو يوم الحساب والجزاء. يقال قام ـ يقوم ـ قوما وقياما أي انتصب واقفا .. ومنه قام الأمر : بمعنى : اعتدل.
تسمية السورة : إن هذا اليوم العظيم الجلل ورد في القرآن الكريم بتسميات كثيرة .. وسميت إحدى سور القرآن الكريم به لعظمته وكرمه الله تعالى بإقسامه به في الآية الكريمة الأولى من هذه السورة الشريفة فقال عزّ من قائل : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) صدق الله العظيم. وليوم القيامة أسماء وردت في آيات الله البينات فسمي اليوم الموعود في قوله عزوجل في سورة «البروج» : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) واليوم الموعود : أي ويوم القيامة. وسمي يوم الفصل في سورة «النبأ» : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً) ويوم الفصل هو اسم آخر لهذا اليوم العظيم ذي المعارج. ومن أسماء يوم القيامة : الدهر وهو عند الله تعالى يومان : يوم الدنيا ويوم القيامة .. ومن أسمائه أيضا : يوم الجمع سمي بذلك لأن الخلائق تجتمع فيه للحساب .. ومن أسمائه كذلك : يوم التلاقي .. لأن فيه تتلاقى الأرواح والأجساد وأهل السماء والأرض .. وسمي أيضا يوم الآزفة .. لأزوفه أي لقربه ومن أسماء ذلك اليوم المهول : القارعة لأنها تقرع الناس بالذعر وتقرع الأجرام السماوية بالانفطار أي التشقق والانتشار .. وسميت القيامة : العمامة .. لأنها تعم الناس كما سميت في سورة «عبس» الصاخة أي الصيحة التي تصم الآذان لشدتها وهي نفخة إسرافيل في الصور وهي أي القيامة شيء فظيع تنكره النفوس لهوله فتهلع النفوس منه .. وسمي أيضا يوم الزحام وسمي بالنكر في قوله تعالى في سورة «القمر» : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ)