** (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة .. المعنى : فإذا تحير البصر وزاغ وفزع ودهش لما رأى ما كان يكذبه .. من برق الرجل ـ يبرق ـ برقا .. من باب «طرب» أي تحير إذا نظر إلى البرق فرمش بصره وقال الجوهري : برق الرجل : إذا تحير فلم يطرف فإذا قلت «برق البصر» من باب «دخل» فإنما تعني : بريقه .. إذا شخص .. وبرق عينه تبريقا : إذا وسعها وأحد النظر ومنه أيضا : برق السيف وغيره : بمعنى : تلألأ والاسم منه : البريق. والبرق ـ وجمعه بروق ـ هو السحاب ويقال : هذا برق الخلب وبرق خلب بالإضافة فيهما وبرق خلب بالصفة .. أي هو الذي ليس فيه مطر و «البراق» بضم الباء : هو اسم دابة ركبها النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليلة المعراج .. أي ليلة العروج إلى السماء وبرقت السماء ـ برقا ـ وبروقا : أي ظهر منها البرق وأبرق الرجل : وعد بالشر.
** (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة .. المعنى : وجمع بينهما في ذهاب ضوئهما وهو أمارة لقيام الساعة ـ القيامة ـ أو جمع الاثنان في الطلوع من المغرب وذكر الفعل «جمع» مع فاعله المؤنث «الشمس» لأن الشمس مؤنث مجازي ولأن «القمر» لفظة مذكرة فغلب المذكر.
** (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : بل الإنسان حجة بينة ناطقة بعمله شاهدة على نفسه .. وصفت النفس بالبصارة على المجاز كما وصفت الآيات بالإبصار في قوله تعالى في سورة «النمل» : (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) أو عين بصيرة .. وأنث خبر المبتدأ «الإنسان» بصيرة للمبالغة أو جاءت التاء كما ذكر على معنى : حجة بينة .. أي الإنسان حجة بينة على نفسه. يقال : بصر الرجل ـ يبصر بالشيء ـ بصرا وبصرا ـ بفتح الباء وبضمها .. من باب «ظرف» بمعنى : علم به فهو بصير ـ فعيل بمعنى فاعل ـ ومنه قوله تعالى في سورة «طه» : (بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) والتبصر : هو التأمل أما التبصير فهو التعريف والإيضاح والبصيرة : الحجة وفي قوله تعالى (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) قال الأخفش : جعله هو البصيرة كما تقول للرجل : أنت حجة على نفسك .. أما «البصر» فهو النور الذي تدرك به الجارحة المبصرات وجمعه : أبصار .. والفعل «بصر» بمعنى : علم يتعدى بالباء ـ بصرت به ـ في اللغة الفصحى وقد يتعدى بنفسه وهو ذو بصر وبصيرة : بمعنى : صاحب علم وخبرة. ومن معاني «البصيرة» أيضا : الفطنة العبرة .. العقل .. الشاهد .. يقال : جوارحه بصيرة عليه : أي شهود عليه وهي بمعنى «الحجة» كما في الآية الكريمة المذكورة .. وقيل إن سبب تأنيث «بصيرة» للمبالغة.
** (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة .. المعنى. لا تحرك لسانك بالقرآن يا محمد وأنت تتلقاه من الملك «جبريل» قبل أن يتم وحيه عليك لتعجل بحفظه.
** سبب نزول الآية : أخرج البخاري ومسلم وأحمد عن ابن عباس قال : كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا نزل الوحي يحرك به لسانه يريد أن يحفظه فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
** (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. المعنى : لا يؤمن بالبعث أي فلا صدق بالرسول والقرآن ولا صلى أي ولا أدى الفروض الواجبة أو فلا صدق ماله أي فلا زكاة. وكرر الحرف «لا» لدخوله على فعل ماض .. ومن أخطائهم قولهم : لا زال المطر منهمرا بدلا من قولهم : ما زال .. عند النفي إذ إن نفي الفعل الماضي يكون