سورة المرسلات
معنى السورة : المرسلات ـ بضم الأول وفتح ما قبل الآخر هو جمع «مرسلة» مؤنث «مرسل» واللفظة اسم مفعول .. المعنى : الملائكة المرسلات .. فحذف الموصوف المقسم به أي وحق المرسلات أو ورب المرسلات .. وأقيمت الصفة «المرسلات» مقام الموصوف المحذوف «الملائكة» وقيل : المعنى : والرياح المرسلات. فعلى التقدير الأول يكون القسم بطوائف من الملائكة أرسلوا بأوامر الله تعالى إلى أنبيائه لإبلاغهم ما يريد سبحانه تبليغهم إياه و «عرفا» بمعنى للإحسان بالمعروف وهو نقيض «النكر» وقيل : المرسلات : من أسماء الخيل.
تسمية السورة : وردت لفظة «المرسلات» مرة واحدة في كتاب الله الكريم فسميت إحدى سور القرآن الكريم بها تشريفا وتكريما للملائكة المرسلات أو الرياح المرسلات العاصفات سمى الله سبحانه هذه السورة الشريفة بهذا الاسم لشدة الرياح المهلكة .. وقيل : المعنى أسماء الخيل .. وكان لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فرس خاص وردت صفاته في حوار جرى بين علي بن الهيثم وبياع الدواب ويسمى النخاس .. وذلك حين دخل ابن الهيثم سوق الدواب فقال له النخاس : هل من حاجة أقضيها لك؟ قال : نعم. أردت فرسا قد انتهى صدره وتقلقلت عروقه يشير بأذنيه ويتعاهدني بطرف عينيه ويتشوف برأسه ويعقد عنقه ويخط بذنبه ويناقل برجليه حسن القميص جيد الفصوص وثيق القصب تام العصب كأنه موج لجة أو سيل حدود. فقال النخاس : هكذا كان فرس رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وإذا كان معنى «المرسلات» : والملائكة المرسلات فقد سموا في سورة «الصافات» (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) أي المصطفين أو الملائكة الصافين أو الصافات وفي آية كريمة أخرى وردت اللفظة بالتذكير على لسان الملائكة (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) أي المصطفون في أداء طاعة الله وتنفيذ أوامره أي نصف أقدامنا في الصلاة