سورة النبأ
معنى السورة : النبأ : بمعنى : الخبر وجمعه : أنباء .. يقال : أنبأته الخبر وبالخبر ونبأته به بمعنى : أعلمته. والنبي ـ فعيل بمعنى فاعل ـ هو الذي ينبئ .. وأبدلت الهمزة وحصل الإدغام فقيل : النبي : وهو الذي أنبأ عن الله تعالى أي أخبر عنه سبحانه .. ويقال : نبأ ـ ينبأ ـ أيضا بمعنى خرج من أرض إلى أرض وأنبأه غيره : أي أخرجه فهو نبيء ـ فعيل بمعنى مفعول ـ أما «الخبر» فهو ما ينقل ويتحدث به وجمعه : أخبار نحو خبرت الشيء ـ أخبره ـ خبرا. من باب «قتل» أي علمته فأنا خبير به وأخبرني فلان به فخبرته .. ولفظة «النبأ» وردت كثيرا في آيات الله البينات .. وقوله تعالى على لسان هدهد سليمان في سورة «النمل» : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) معناه : جئتك من بني سبأ بخبر يقين .. وهذا القول الكريم من جنس الكلام الذي سماه المحدثون : البديع .. وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ بشرط أن يجيء مطبوعا أو يصنعه عالم بجوهر الكلام يحفظ معه صحة المعنى وسداده.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بلفظة النبأ لشأنه العظيم وهوله الذي أريد به وهو الانبعاث ويوم النشور فهو الخبر الهام ـ الأفصح المهم ـ وما يؤكد أهميته هو ما جاء في صدر السورة الشريفة : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) صدق الله العظيم .. المعنى : عن أي شيء يتساءل مشركو قريش على وجه التحديد؟ الجواب : يتساءلون أي يسأل بعضهم بعضا عن الخبر الهائل ذي الشأن العظيم .. كان بعضهم يسأل بعضا عن يوم الانبعاث ويسألون عنه الرسول الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين بعث ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهم يستهزءون فزجرهم الله تعالى عن ذلك التصرف الشائن.
فضل قراءة السورة : قال الرسول الأمين المؤتمن محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «عم يتساءلون» سقاه الله برد الشراب يوم القيامة» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.