سورة النازعات
معنى السورة : النازعات : جمع «النازعة» وهي اسم فاعلة للفعل «نزع ـ ينزع ـ نزعا من باب «ضرب» نحو : نزع الشيء من مكانه ـ ينزعه ـ نزعا .. بمعنى : قلعه ومنه القول هذا المحتضر ـ بفتح الضاد لأنه اسم مفعول أي من حضرته الوفاة أو من حضره ملك الموت ـ في النزع الأخير ـ بسكون الزاي ـ بمعنى : في قلع الحياة. فمعنى «النازعات» في السورة الكريمة هو الملائكة النازعات ـ وأنث «النازعات» على اللفظ ـ أي جماعة الملائكة ـ لا المعنى لأن المعنى : الملائكة النازعون الذي ينزعون أرواح الكافرين .. فالنازعات بمعنى : القالعات وهي جمع «القالعة» وهو اسم فاعل أيضا من قلع الشيء يقلعه قلعا ـ من باب «قطع» ويقال أقلع عن الأمر أي كف عنه واسم الفاعل «النازع» للمذكر و «القالع» أيضا يتعدى إلى المفعول لأنه يعمل عمل فعله المتعدي إلى المفعول والمفعول هنا محذوف وتقديره : أرواح الكافرين.
تسمية السورة : سمى الله تعالى إحدى سور القرآن الكريم باسم «النازعات» تشريفا وتكريما للملائكة الأطهار وقد وردت هذه اللفظة مرة واحدة سميت بها السورة الشريفة .. وقد استهلت بالآية الكريمة الأولى (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) وهي مثل (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) إلا أن الفرق بين اللفظتين هو أن «المرسلات» اسم مفعول و «النازعات» اسم فاعل وهي مؤنث «النازعين» أقسم سبحانه بحق أو بطوائف الملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين إغراقا : أي مبالغة في النزع .. من أغرق النازع في القوس : أي استوفى مدها ونحوه : أغرق في الأمر : بمعنى : بالغ فيه وأطنب .. يقال : أطنب الرجل في الوصف : أي بالغ وأطنب الشاعر أو الخطيب في الكلام : بمعنى : أتى بالبلاغة في الوصف. وقال سبحانه : النازعات ويعني الملائكة وهي لفظة مؤنثة لأن المراد اللفظ وتذكر «الملائكة» على المعنى نحو قوله تعالى على لسان الملائكة في سورة «الصافات» : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (١٦٥)