سورة المجادلة
معنى السورة : المجادلة ـ بفتح الدال ـ مصدر الفعل «جادل ـ يجادل ـ جدالا ـ ومجادلة .. والاسم هو الجدل ـ بفتح الجيم والدال ـ وهو شدة الخصومة .. والفعل الثلاثي «جدل» من باب «تعب» واسم الفاعل منه «جدل» بفتح الجيم وكسر الدال .. يقال : جادله : بمعنى خاصمه وقيل : الجدل أو الجدال : الغرض منه إلزام الخصم وإفحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان .. وقولهم : جادل الرجل صديقه : معناه : خاصمه بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب .. هذا أصله ثم استعمل على لسان حملة الشرع في مقابلة الأدلة لظهور أرجحها وهو محمود إن كان للوقوف على الحق وإلا فمذموم.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بالمصدر الثاني للفعل «جادل» وهو المجادلة وقد استهلت هذه السورة الشريفة في آيتها الأولى بقوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) صدق الله العظيم. وتحاوركما : بمعنى : تراجعكما الكلام أي تجادلك في شأن زوجها .. وهذه السورة الكريمة عدد آياتها : اثنتان وعشرون آية ومن إعجاز القرآن أن هذه السورة الكريمة دون سائر السور الشريفة قد ورد في كل آية من آياتها الكريمات اسم لفظ الجلالة وقد ورد اسم لفظ الجلالة في هذه السورة الشريفة أربعين مرة وقد ذكر لفظ الجلالة خمس مرات في آيتها الكريمة الثانية والعشرين. والمجادلة ـ اسم فاعلة بكسر الدال ـ هي خولة بنت ثعلبة «امرأة أوس بن الصامت» أخي «عبادة» رآها وهي تصلي .. فلما سلمت راودها فأبت فغضب وكان به خفة ولمم «أي جنون خفيف» فظاهر منها ـ أي قال لها : أنت علي كظهر أمي .. وكان هذا القول ـ الظهار ـ طلاقا في الجاهلية فنهوا عنه .. فأتت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالت : إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما خلي سني ونثرت بطني ـ أي كثر ولدي ـ جعلني عليه