(وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) (٥)
معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها بمعنى : جمعت من كل ناحية وقيل : حشرها : موتها.
(وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) (٦)
معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها بمعنى ملئت وهي من سجر التنور : إذا ملأه بالحطب وقيل : ملئت نيرانا أي أوقدت.
(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) (٧)
معطوفة بالواو أيضا على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها بمعنى : قرنت كل نفس بشكلها.
** (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : لفت وكورت مثل تكوير «لف» العمامة وذهب ضوؤها المنتشر في آفاق الكون وجواب «إذا» هو الآية الكريمة الرابعة عشرة (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) ويجوز أن يكون الآية الكريمة الخامسة عشرة (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) أو تكون الآيتان الكريمتان عاملتين في جواب «إذا» وقال التفسير الوجيز هذه الأحداث أي الآيات : الأولى إلى الآية الكريمة الثالثة عشرة تحدث من زمن النفخة الأولى .. إلى انقضاء الحساب وإعلان الجزاء ومنها يكون بعد النفخة الثانية. يعني نفخة إسرافيل في الصور «البوق» النفخة الأولى التي يموت فيها الأحياء جميعا ـ إيذانا ببدء يوم القيامة وفي النفخة الثانية يحيى الأموات جميعا ويساقون إلى يوم الحشر ـ يوم الجزاء والحساب ـ.
** (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة المعنى : وإذا الجحيم أوقدت إيقادا شديدا وأججت نيرانها .. وتشديد الفعل هنا للمبالغة .. قيل سعرها غضب الله تعالى وخطايا بني آدم ومن أسماء هذه النار العظمى : جهنم .. الجحيم .. السعير .. سقر .. والجحيم : هو النار الشديدة الوقود .. وقيل : كل نار على نار وجمر على جمر فهي جحيم «والجحيم» هو اسم للنار أي هو جهنم وقيل : كل نار عظيمة هي جحيم.
** (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة .. و «الخنس» هو من أسماء الكواكب سميت بذلك لأنها تخنس بالنهار في مجراها تحت ضوء الشمس فتغيب عن العيون يقال : خنس عنه ـ يخنس ـ خنوسا .. من باب «دخل» بمعنى : تأخر وأخنسه غيره : أي خلفه ومضى عنه. و «الخناس» اسم فاعل من صيغ المبالغة ـ فعال بمعنى فاعل ـ أي كثير الخنوس وهو الشيطان لأنه يخنس إذا ذكر الله عزوجل. و «الخنس» في الآية الكريمة المذكورة هي الكواكب كلها لأنها تخنس في المغيب أو لأنها تخفى نهارا وقيل : هي الكواكب السيارة دون الثابتة .. وقال الفراء : إن المراد بها في القرآن الكريم :