إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ١٠ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ١٠ ]

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ١٠ ]

تحمیل

شارك

زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد لأنها تخنس في مجراها وتكنس ـ أي تستتر ـ كما تكنس الظباء في الكناس .. وقال الجوهري : سميت خنسا لتأخرها لأنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم. «كناس الظبي» هو جحره ومنه أيضا : تكنس الرجل : بمعنى : دخل في الخيمة .. وتكنست المرأة : أي دخلت الهودج .. وفي الآية الكريمة : الكواكب الرواجع بينما كان النجم في آخر البرج إذ كر راجعا إلى أوله.

** (الْجَوارِ الْكُنَّسِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة .. والجواري : جمع جارية أي السيارة والكنس : التي تختفي تحت ضوء الشمس وقيل : إن جميع الكواكب تخنس ـ ترجع ـ بالنهار وتكنس ـ تطلع ـ بالليل وتختفي ـ أي تستتر ـ في النهار .. وعلى ذكر «الكواكب» قال الشاعر :

ما إن أعد من المكارم خصلة

إلا وجدتك عمها أو خالها

وإذا الملوك تسايروا في بلدة

كانوا كواكبها وكنت هلالها

إن المكارم لم تزل معقولة

حتى حللت براحتيك عقالها

الشاعر قائل هذه الأبيات هو ربيعة بن ثابت الأنصاري وهو من مخضرمي في الدولتين : الأموية والعباسية وهو يمدح العباس بن محمد. و «الجوار الكنس» هما بمعنى : السيارات الكنس .. وقيل : هي الدراري الخمسة : بهرام وزحل وعطارد والزهرة والمشتري. والدراري : هي الكواكب العظام التي لا تعرف أسماؤها وهي تجري مع الشمس والقمر وترجع حتى تختفي تحت ضوء الشمس. فخنوسها : رجوعها وكنوسها : هو اختفاؤها تحت ضوء الشمس وقيل : هي جميع الكواكب تخنس بالنهار فتغيب عن العيون وتكنس بالليل أي تطلع في أماكنها كالوحش في كنسها ـ أي في جحرها ـ

** (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى والصبح إذا أضاء. قال العجاج :

حتى إذا الصبح لها تنفسا

وانجاب عنها ليلها وعسعسا

قيل : إذا أقبل الصبح بإقباله روح ونسيم فجعل ذلك تنفسا له على المجاز والمراد بتنفس الصبح هو ارتفاع ضوئه وانبساطه وعند انبساط الضوء استطار الفجر بقرب طلوع الشمس فكأنه تنفس لذلك.

** (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والعشرين .. يقال : ضن بالشيء ـ يضن ـ من باب «تعب» ضنا وضنة وضنانة بمعنى : بخل فهو ضنين ـ فعيل بمعنى فاعل ـ أي بخيل ويأتي الفعل من باب «ضرب» أيضا في لغة أخرى. فمعنى الآية الكريمة : وما محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على الغيب ببخيل .. وفي كلمة «ضنين» قراءتان اثنتان أي ضنين وظنين وثمة اختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة وهما : عبد الله وأبي .. فقد وردت اللفظة «ظنين» بالظاء في مصحف عبد الله .. وفي مصحف أبي وردت «ضنين» بالضاد. وكان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقرأ بهما ومعنى الآية : وما محمد على ما يعلمه بالوحي وما يلقى إليه من الغيوب ببخيل بها عليكم .. أو وما محمد على ما يخبر به من الغيب من رؤية جبريل ـ عليه‌السلام ـ والوحي إليه وغير ذلك بمتهم .. من «الظنة» وهي التهمة وقرئ بضنين من «الضن» وهو البخيل : أي لا يبخل بالوحي فيزوي بعضه غير مبلغه أو