سورة الانفطار
معنى السورة : الانفطار : مصدر الفعل «انفطر» وهذا الفعل الخماسي من الأفعال المزيدة .. وأصله : «فطر» يقال : فطر الشيء ـ يفطره ـ فطرا ـ من باب «نصر» و «الفطر» هو الشق .. يقال : فطره فانفطر ومثله «تفطر» بمعنى : تشقق .. و «فاطر» هو اسم فاعل للفعل «فطر» ويأتي بمعنى : ابتدأ واخترع .. قال الجوهري : قال ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنه ـ : كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها : أي ابتدأتها. والفعل «انفطر» من أفعال المطاوعة مثل الفعل «كسره فانكسر» والتفطر هو التشقق. والفعل «فطر» ورد كثيرا في القرآن الكريم ومعناه : خلق .. نحو فطر الله الخلق فطرا : بمعنى : خلقهم فهو فاطر .. ـ اسم فاطر ـ بمعنى : خالق ومن معاني الفعل «فطر» أيضا : ابتدأ واخترع.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن بمصدر «انفطر» أي «الانفطار» وهو التشقق تعظيما لهول ذلك اليوم المروع المفزع ـ يوم القيامة ـ فجاء في الآية الكريمة الأولى من هذه السورة الشريفة : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) والفعل «فطر» فعل مجرد و «تفطر» و «انفطر» من الأفعال المزيدة .. وقد ورد المضارع منه مرتين في القرآن الكريم مرة في سورة «مريم» في قوله عزّ من قائل : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ) ومرة في سورة «الشورى» في قوله عزوجل : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ) أي تكاد السماء يتشققن منه أي من إثم قولهم : اتخذ الرحمن ولدا. وفي الآية الكريمة الأخرى : تكاد السموات يتشققن من عظمة الله وإذا كان الفعل «فطر» بمعنى : الابتداء أي ابتدأ وخلق فإن «الفطرة» بكسر الفاء وجمعها فطر ـ بكسر الفاء وفتح الطاء ـ معناها : الابتداء والاختراع .. وهي أيضا الصفة التي يتصف بها كل موجود في أول زمان خلقته .. وتأتي بمعنى : صفة الإنسان الطبيعية .. وبمعنى : الدين والسنة.