سورة البروج
معنى السورة : البروج : جمع «برج» وأصله : القصر العالي .. والبروج كالمنازل للقمر أي إن البروج للكواكب كما هي المنازل بالنسبة للقمر .. وقيل : البروج : هي الكواكب العظام سميت بروجا لظهورها .. لأن اشتقاق «البرج» مأخوذ من التبرج لظهوره. وقيل : هي أبواب السماء .. ومن أقوالهم : هي التي تدخل فيها الشمس في أثناء السنة لتحدث الفصول .. وشبهت بالفصول لأن الكواكب السيارة تنزلها .. وذكر أنها منازل الكواكب أو قصور السماء على التشبيه لأنها لهذه الكواكب كالمنازل لسكانها أو هي النجوم التي هي منازل القمر وعددها : اثنا عشر كوكبا سيارا .. تبرجت المرأة : بمعنى : أظهرت زينتها ومحاسنها .. وقيل : البرج في السماء منزل القمر .. وقيل الكوكب العظيم .. وقيل : باب السماء وجمعه : بروج وأبراج.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بالبروج تشريفا لها وتكريما لمنزلة السماء التي تحويها على عظمتها .. وآيتها الأولى هي قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) أي وحق السماء أو ورب السماء ذات الأبواب أو ذات الكواكب العظيمة .. وجاءت لفظة «البروج» بمعنى الحصون في قوله تعالى في سورة «النساء» : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) صدق الله العظيم. بمعنى : ولو كنتم في قصور مشيدة أو ولو اعتصمتم في حصون منيعة شاهقة.
روي أن ملك الموت مر على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه ـ جمع جليس ـ يديم النظر إليه .. فقال الرجل : من هذا؟ قال : ملك الموت! فقال : كأنه يريدني! وسأل سليمان أن يحمله على الريح ويلقيه ببلاد الهند ففعل. ثم قال ملك الموت لسليمان : كان دوام نظري إليه تعجبا منه لأني أمرت أن أقبض روحه بالهند هو عندك. ويجمع «البرج» إضافة إلى «بروج» و «أبراج» على «أبرجة» أيضا .. وأما برج الحمام فهو مأواه ومسكنه ومثله برج السماء : منزل القمر.