(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ) : مخففة بمعنى «ما» النافية وهي جواب القسم وموصلة له تفيد التوكيد. كل : مبتدأ مرفوع بالضمة. نفس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) : حرف استثناء بمعنى «إلا» لأنها مشددة. عليها : جار ومجرور متعلق بالخبر. حافظ : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : مهيمن أو تكون «إن» هنا مخففة من المشددة مهملة دخلت اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد .. وقيل : إن : غير عاملة عند سيبويه واللام تلزم خبرها لئلا تلتبس بإن النافية وقال الكوفيون : المخففة هي «إن» النافية واللام بمعنى : «إلا» وخالفهم البصريون في ذلك.
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ) (٥)
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَ) : الفاء حرف عطف أو استئناف. اللام لام الأمر والأصل كسرها وأسكنت تخفيفا لاتصالها بالفاء. ينظر : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة. مم : مكونة من «من» حرف جر و «ما» اسم استفهام مبني على السكون المقدر على الألف قبل حذفها في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخلق وأدغمت النون في الميم وحذفت الألف من «ما» لأنه استفهام جر بحرف جر وحذف الألف طلبا للفصاحة.
(خُلِقَ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : من أي شيء خلقه الله.
** (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : وحق السماء والكوكب البادي ليلا والمختفي نهارا .. ويسمى كوكب الصبح : الطارق. وهو اسم فاعل ومثله «الطراق» وهو جمع «طارق» وهم المتكهنون .. والطوارق : جمع «طارقة» وهن المتكهنات يقال : ـ طرق الرجل ـ يطرق ـ طرقا ـ بمعنى : ضرب بالحصى على سبيل التكهن فهو طارق وهم طراق وهي طارقة وهن طوارق. قال لبيد بن ربيعة :
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى |
|
ولا زاجرات الطير ما الله صانع |
وكل ما أتى ليلا فقد طرق .. وفي الحديث : «أعوذ بك من طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير».